ارتفاع معدلات الطلاق بين الشباب، زواج سريع ومشاكل متزايدة (فيديو)

تشهد مصر في السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الطلاق، لا سيما بين فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و35 عامًا، وهي الفئة التي يُفترض أن تكون في بداية حياتها الزوجية وتكوين أسر مستقرة، إلا أن الواقع يعكس تزايدًا في حالات الانفصال بعد فترات قصيرة من الزواج.

ووفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فقد تضاعفت نسب الطلاق في هذه الفئة العمرية خلال العقد الأخير، حيث أصبحت حالات الطلاق التي تحدث بعد عام أو عامين من الزواج أمرًا شائعًا.

ويرى متخصصون أن من أبرز أسباب هذه الظاهرة هو التسرع في اتخاذ قرار الزواج دون وجود معرفة حقيقية بين الطرفين، إلى جانب الخضوع لضغوط اجتماعية أو أسرية تُجبر الكثيرين على الزواج قبل الاستعداد النفسي والمعرفي الكافي.

كما تلعب الضغوط الاقتصادية دورًا كبيرًا في زيادة التوتر داخل البيوت، مع تراجع فرص العمل، وارتفاع الأسعار، وصعوبة توفير سكن مناسب، مما يؤدي إلى مشاحنات دائمة بين الأزواج.

ولم تسلم العلاقات الزوجية من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، إذ أن كثيرًا من الشباب يقارنون حياتهم الواقعية بصور “مثالية” يشاهدونها على منصات مثل إنستغرام وفيسبوك، ما يخلق شعورًا بالإحباط ويؤثر سلبًا على استقرار العلاقة.

إضافة إلى ذلك، أشار خبراء إلى ضعف مهارات التواصل لدى الأزواج الجدد، وغياب الوعي الكافي بطبيعة المسؤولية الزوجية، مما يؤدي إلى تضخيم المشكلات البسيطة وتحولها إلى أزمات تنتهي بالطلاق.

النتائج لا تقتصر على الطرفين فقط، بل تمتد لتشمل الأطفال المتأثرين بانفصال الوالدين، وكذلك المجتمع الذي يفقد جزءًا من استقراره. ويرى المختصون أن الحل يكمن في تقديم التوعية الكافية قبل الزواج، إلى جانب توفير الدعم النفسي والاجتماعي للشباب لمساعدتهم على بناء علاقات زوجية قائمة على الفهم والتفاهم والمسؤولية.