الجمعة، 23 مايو 2025

01:40 ص

من «حدائق بابل» لجناين القاهرة، الزراعة بدون تربة سلاح مصر لمواجهة التغير المناخي

الخميس، 22 مايو 2025 11:40 م

الزراعة بدون تربة

الزراعة بدون تربة

تواجه مصر تحديات متزايدة بسبب التغيرات المناخية، التي تؤثر بشكل مباشر على القطاع الزراعي وتنعكس على الأمن الغذائي، حيث أدت هذه التغيرات إلى انخفاض إنتاجية المحاصيل وزيادة استهلاك المياه، ما جعل البحث عن حلول مبتكرة أمرًا ضروريًا، وفي هذا السياق، تبرز الزراعة بدون تربة كإحدى الابتكارات الحديثة التي تساعد في استمرار الإنتاج الزراعي وتوفير الغذاء، خاصة في ظل الظروف البيئية الصعبة ونقص الموارد، لم تكون تلك الفكرة جديدة إنما ظهرت لأول مرة في التاريخ في حدائق بابل المعلقة بالعراق، إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، والتي يُعتقد أنها كانت أول تجربة للزراعة العمودية، حيث استخدمت تقنيات متقدمة لري النباتات وزراعتها على طبقات متعددة.

مصر تتعرض لعدد من المخاطر الأساسية

وفي سياق متصل، أكدت الدكتورة نيفين متولي، رئيس قسم الزراعة بدون تربة بالمعمل المركزي للمناخ التابع لوزارة الزراعة، أن مصر تتعرض لعدد من المخاطر الأساسية، نتيجة التغيرات المناخية، حسب جهاز شئون البيئة، منها زيادة أو انخفاض درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية، وزيادة الأحداث المناخية المتطرفة مثل العواصف الترابية وموجات الحرارة والسيول وتناقص هطول الأمطار.

وأضافت الدكتورة نيفين متولي، أن المخاطر تشمل ارتفاع منسوب سطح البحر وتأثيره على المناطق الساحلية وتلوث المياه الجوفية وتملح التربة وتدهور جودة المحاصيل وفقدان الإنتاجية، وزيادة معدلات التصحر وتدهور الإنتاج الزراعي وتأثر الأمن الغذائي، وزيادة شح المياه خاصةً مع حساسية منابع النيل، وتدهور الصحة العامة وانتشار الأمراض المنقولة بواسطة الحشرات، وتدهور السياحة البيئية وتآكل السواحل والشعب المرجانية وتأثر الآثار التاريخية.

الزراعة بدون تربة


القطاع الزراعي الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية في مصر  

وأوضحت رئيس قسم الزراعة بدون تربة بالمعمل المركزي للمناخ التابع لوزارة الزراعة، أن القطاع الزراعي يُعد من أكثر القطاعات تأثرًا بالتغيرات المناخية في مصر، حيث يواجه زيادة التصحر وندرة المياه وانخفاض معدلات سقوط الأمطار وغدق الأراضي الساحلية نتيجة ارتفاع منسوب البحر، إضافة إلى تأثر نوعيات المحاصيل وانخفاض الجودة وانتشار الأمراض، ما يؤدي في النهاية إلى انخفاض الإنتاج الزراعي، خاصةً مع زيادة الكثافة السكانية والضغط على توفير الغذاء.

اقرأ أيضًا:

المركزي للمناخ ينظم تدريبًا حول نظم الزراعة بدون تربة وتدوير مخلفات المدن


قسم الزراعة بدون تربة يطور حلولًا حديثة لاستمرار الإنتاج الزراعي رغم التغيرات المناخية  
 

وأشارت، أن قسم الزراعة بدون تربة بالمعمل المركزي للمناخ الزراعي يعمل على دراسة وتطبيق أساليب زراعية حديثة تتيح استمرار النشاط الزراعي حتى في الظروف غير المواتية، ويرتكز العمل على تقنية الزراعة بدون تربة، والتي تشمل زراعات الأسطح والأكوابونيك وإنتاج الأعلاف الخضراء بدون تربة، وتتنوع أنظمة الزراعة بدون تربة إلى الزراعة المائية، الزراعة الهوائية، والزراعة باستخدام البيئات.

 الزراعة بدون تربة تتغلب على مشاكل التربة التقليدية وتضاعف الإنتاج  
 

وتابعت، أن الأراضي الزراعية تعاني أحيانًا من مشاكل طبيعية أو نتيجة سوء الاستخدام مثل الملوحة العالية، نقص المياه، الأمراض والحشائش، تراكم الملوثات، الصخرية، انخفاض الخصوبة، أو سوء الصرف، والزراعة بدون تربة تتيح للمزارع الاستمرار في الإنتاج الزراعي في تلك الأراضي وتضاعف المحصول وتحسن الجودة بسهولة، لأنها نظام متكامل يمكن التحكم في مدخلاته مثل نوع البيئة، الصنف النباتي، الكثافة النباتية، موعد الزراعة، وأنواع الأسمدة.

خلفية الصورة
الزراعة بدون تربة

الزراعة بدون تربة حل مثالي للأراضي المتأثرة بالغدق أو الملوحة أو الجفاف 

واستطردت، أن الزراعة بدون تربة بأنظمتها المختلفة تعتبر الحل الأمثل للاستمرار في الإنتاج الزراعي في الأراضي التي تعرضت للغدق أو الملوحة بسبب ارتفاع منسوب البحر، كما أنها مناسبة للزراعة في الأماكن الصحراوية والجافة وقليلة المياه، بفضل كفاءتها العالية في توفير المياه واستخدام نظام الري المغلق الذي يسمح بإعادة استخدام المياه الزائدة.

 
زراعات الأسطح تساهم في تحسين جودة الهواء وخفض الحرارة في المدن  


ولفتت "متولي"، إلى أن زراعات الأسطح تمكن من زراعة سطح المبنى بأمان دون الخوف من الأحمال أو رشح المياه، وتساهم مباشرة في تقليل الآثار السلبية للتغيرات المناخية على المدن، حيث تؤدي إلى زيادة المساحات الخضراء وتقليل ثاني أكسيد الكربون وزيادة الأكسجين وتقليل الملوثات وارتفاع درجات الحرارة، كما تقلل من ظاهرة الجزيرة الدافئة وتحسن الصحة العامة.

  
زراعات الأسطح تدعم الأمن الغذائي وتقلل تذبذب أسعار الخضروات  


ونوهت، أن التوسع في زراعات الأسطح يزيد من توافر الخضروات داخل المدن ويقلل التذبذب الكبير في أسعارها ويخفض تكاليف الوسطاء، ما يؤدي إلى استقرار سعر البيع وانخفاضه لصالح المستهلك.

خلفية الصورة
الزراعة بدون تربة


إنتاج الأعلاف الخضراء بدون تربة يوفر المياه ويزيد كفاءة الإنتاج الحيواني  


وذكرت نيفين متولي، أنه يمكن إنتاج الأعلاف الخضراء بسهولة بدون تربة باستخدام الزراعة المائية، وهو حل مثالي لقلة المراعي وارتفاع تكلفة الأعلاف، حيث يتضاعف الإنتاج بفضل التكثيف الرأسي، ويكون العلف جاهزًا خلال 8-10 أيام ويوفر الماء، ويحتوي على عناصر غذائية مهمة للحيوان الذي يتغذى على جميع أجزاء العلف، ويعتبر الشعير من أفضل الأعلاف المنتجة بهذه الطريقة.

واختتمت، أن الزراعة بدون تربة وزراعة الأسطح وإنتاج الأعلاف الخضراء أدوات فعالة لمواجهة آثار التغيرات المناخية في مصر.

Short Url

showcase
showcase
search