الخميس، 22 مايو 2025

09:09 م

الذكاء الاصطناعي واللغة العربية، سباق تقني يتسارع في العالم العربي بـ15 مليون دولار

الخميس، 22 مايو 2025 06:05 م

الذكاء الاصطناعي واللغة العربية

الذكاء الاصطناعي واللغة العربية

في وقت يشهد فيه العالم تحولًا جذريًا بفعل تقنيات الذكاء الاصطناعي، تسعى العديد من الدول العربية إلى اللحاق بالركب العالمي عبر تطوير بنى تحتية رقمية، وتعزيز القدرات المحلية لبناء نماذج ذكية تفهم السياق الثقافي واللغوي للمنطقة.

ورغم أن اللغة العربية طالما وُصفت بأنها "مهمشة" في مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي، بدأت مبادرات واعدة تظهر على الساحة، تقودها شركات عربية تسعى لتغيير المعادلة، أبرزها شركة "ترجمة" الإماراتية، التي أعلنت مؤخرًا عن تمويل جديد لتوسيع مشروعها الطموح Arabic.AI.

 جولة تمويلية جديدة بقيمة 15 مليون دولار

وفي هذا السياق، أعلنت شركة "ترجمة" الإماراتية عن حصولها على جولة تمويلية جديدة بقيمة 15 مليون دولار، بقيادة شركة "جلوبال فينتشرز" وبمشاركة عدد من المستثمرين الدوليين، وذلك في إطار سعيها لإعادة تشكيل العلاقة بين اللغة العربية والتقنيات المتقدمة.

أول نموذج ذكاء اصطناعي عربي - صورة تعبيرية

تطوير نموذج Pronoia V2.. نحو ذكاء اصطناعي يفهم العربية بعمق

ويأتي هذا التمويل لدعم مشروع Arabic.AI، القائم على تطوير نموذج لغوي كبير يحمل اسم "Pronoia V2"، والمصمم خصيصًا لتقديم أداء فائق في المهام اللغوية العربية، بما يتجاوز إمكانيات نماذج عالمية شهيرة مثل GPT-4o وCohere، مما يعزز السيادة الرقمية في مجال الذكاء الاصطناعي الناطق بالعربية.

التكنولوجيا في خدمة الثقافة

وأكدت نور الحسن، الرئيسة التنفيذية ومؤسسة "ترجمة"، أن الشركة لا تسعى فقط إلى تقديم أدوات ذكية، بل إلى تحقيق تحول نوعي يضع اللغة العربية في موقع الريادة ضمن الثورة التكنولوجية. 

وقالت الحسن: “نحن لا نقدم مجرد أدوات، نحن نُعيد الزمن لصالح اللغة العربية. برونويا هو ردّنا على سنوات من التهميش، وهو البداية فقط”.

موقع استراتيجي في سوق عربي يتجاوز 3 تريليونات دولار

وتمثل “ترجمة” الآن نقطة التقاء نادرة بين التقنية العميقة، والفهم الثقافي، والطموح التجاري. فمع سوق عربي يتجاوز حجمه 3 تريليونات دولار، وحاجة متصاعدة إلى أدوات ذكاء اصطناعي تفهم السياق المحلي وتعالجه بدقة، تبدو الشركة في موقع مثالي للقيادة، ليس فقط في الإمارات، بل على مستوى العالم العربي بأكمله.

اقرأ أيضًا: شراكة أمريكية واستثمار ضخم، الإمارات تطلق أول نموذج ذكاء اصطناعي عربي

التمويل الجديد.. مضاعفة البحث وتدريب القادة

يشمل استخدام التمويل الجديد توسيع البنية التحتية للذكاء الاصطناعي العربي، مضاعفة فرق البحث والتطوير، وإطلاق أكاديمية تدريبية تستهدف إعداد مئات القادة المؤسسيين في المنطقة على استخدام وتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال الـ18 شهرًا القادمة.

دعم استثماري واعتراف بالمكانة

ومن جانبه، قال مراد بكرجي، الشريك الرئيسي في "غلوبال فينتشرز"، إن الشركة ترى في "ترجمة" نموذجًا متكاملًا يجمع بين التقنية والفهم الثقافي والقدرة على التوسع.

"ما تفعله نور وفريقها هو إعادة هندسة كيف يمكن للغة أن تصبح أحد أصول النمو في عصر الذكاء الاصطناعي."

من الترجمة إلى ريادة الذكاء الاصطناعي

وتأسست "ترجمة" في الإمارات عام 2009، وانطلقت برؤية تتمثل في كسر الحواجز اللغوية بين العالم العربي والأسواق العالمية. وعلى مدار أكثر من 16 عامًا، عالجت الشركة أكثر من ملياري كلمة، وتوسعت لتتواجد في 30 سوقًا، واليوم تتحول إلى قوة دافعة في مشهد الذكاء الاصطناعي العربي المؤسسي.

نقلة نوعية في المشهد العربي

وفي الوقت الذي تبحث فيه الشركات عن "النسخة العربية من GPT"، تأتي "ترجمة" لتقود السباق، لا كمجرد متلقٍ للتقنيات الغربية، بل كمُنتِج ومُصدّر لفهم تقني نابع من داخل الثقافة العربية. ويبدو أن المستقبل الرقمي للغة العربية قد وجد من يمهّد له الطريق بذكاء، وبلغة الضاد.

Short Url

showcase
showcase
search