تداعيات خطيرة، كيف تسببت الحرب التجارية في هزة مدوية لصادرات الصين من الهواتف؟

الأربعاء، 21 مايو 2025 06:48 م

صادرات الهواتف الذكية من الصين

تشهد صادرات الهواتف الذكية من الصين إلى الولايات المتحدة، انخفاضًا حادًا غيرَ مسبوقٍ منذ أكثر من عقد، في مؤشر واضح على التأثير المستمر للحرب التجارية والرسوم الجمركية بين البلدين، وهذا التراجع لا يعكس فقط التحديات التي تواجه الشركات الكبرى مثل أبل، بل يسلط الضوء أيضًا على إعادة تشكيل عالمية الإنتاج والتوريد في قطاع التكنولوجيا، وسط تغيرات استراتيجية كبرى وتأثيرات جيوسياسية متزايدة.

هبوط حاد في صادرات الهواتف الذكية من الصين إلى الولايات المتحدة

وكشفت بيانات الجمارك الصينية، أن صادرات الهواتف الذكية من الصين إلى الولايات المتحدة، انخفضت بنسبة 72% خلال إبريل الماضي، لتصل إلى أقل من 700 مليون دولار، وهو أدنى مستوى منذ عام 2011م، أي منذ إطلاق أولى نسخ هواتف آيفون.

ويعادل هذا الانخفاض، خسارة تقترب من 1.8 مليار دولار مقارنة بشهر مارس، وهو تراجع يفوق بكثير متوسط الانخفاض الكلي في صادرات الصين إلى أمريكا البالغ 21%، وفقًا لتقرير نشرته وكالة بلومبرغ.

الرسوم الجمركية وتأثيرها المستمر على سلاسل التوريد

ويُعتبر فرض الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب رسومًا جمركية على واردات الصين، والتي بلغت ذروتها رسومًا تصل إلى 145% على بعض السلع، العامل الرئيسي وراء هذا التراجع، وعلى الرغم من تعليق الرسوم الأعلى حدة، لا تزال الرسوم بنسبة 20% سارية منذ مارس، ما يؤثر بشكل كبير على حركة صادرات الإلكترونيات، وخاصة الهواتف الذكية.

أبل تواجه ضغوطًا مالية واستراتيجية أسعار جديدة

وفي هذا السياق، أوضح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، أن هذه الرسوم الجمركية ستكبد الشركة خسائر بقيمة 900 مليون دولار في صافي أرباح الربع الثاني من العام، وأعلنت أبل عن نيتها زيادة أسعار سلسلة هواتف iPhone 17 المقبلة، لمواجهة هذه التكاليف والحفاظ على هوامش أرباحها، وسط التحديات الجمركية.

استراتيجية أبل للتحول نحو الهند

وفي محاولة لتقليل الاعتماد على الصين، تسعى أبل لاستيراد غالبية هواتف آيفون المباعة في الولايات المتحدة من الهند بحلول نهاية 2026م، حيث تمثل هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية أوسع لإعادة هيكلة سلسلة التوريد العالمية، لكنها أثارت انتقادات من الرئيس الأمريكي، الذي عبر عن تحفظاته على هذا التوجه.

تحول عميق في نمط التجارة العالمية وسلاسل التوريد

والانخفاض الكبير في صادرات الهواتف الذكية من الصين إلى الولايات المتحدة، ليس مجرد نتيجة لسياسات تجارية مؤقتة، بل يعكس تحولًا أعمق في نمط التجارة العالمية وسلاسل التوريد، مع تحولات استراتيجية كبيرة بين أكبر اقتصادين في العالم.

وتتكيف الشركات الكبرى مثل أبل مع هذه التغيرات من خلال تعديل استراتيجيات الإنتاج والأسعار، ما سيؤثر بلا شك على أسواق التكنولوجيا العالمية في السنوات القادمة.