تحالف صناعي مصري يسطر مرحلة جديدة في صادرات مصر إلى إفريقيا
الأربعاء، 21 مايو 2025 04:58 م

جمهورية مصر العربية
تحليل/ ميرنا البكري
كانت قارة إفريقيا بالنسبة لنا تُوصف بأنها “قارة الفرص الضائعة”، وكنا ننظر إليها من بعيد ونتحدث كثيرًا عن فرص التصدير والاستثمار فيها، لكن على أرض الواقع، لم نكن حاضرين بقوة أو نستثمر تلك الفرص كما ينبغي. الآن، اللعبة تتغير حيث أطلق تحالف صناعي مصري ضخم (مكون من 6 شركات كبيرة)، شركة مصرية للصادرات الصناعية بالتزامن مع منتدى "القاهرة-إفريقيا"، وذلك ليس إعلان نوايا، بل خطة مدروسة لضرب السوق الكيني ومنه لاختراق باقي أسواق القارة السمراء.

تحالف استراتيجي أم تحالف عادي
هذا ليس مجرد تعاون بين شركات. بل تحالف يؤسس نموذج جديد للتصدير، مبني على فكرة البضاعة الحاضرة، وجود لوجستي على الأرض، مخازن، دعم بنكي وضمانات مخاطر. بل معناه إن مصر لن تتجه من بعيد لبعيد، بل تعمل بيدها داخل إفريقيا. السوق الكيني كان البدايةنم ثم يأتي الدور على أوغندا، جنوب السودان، وتنزانيا.
تم اختيار كينيا كمركز لوجستي ذكي لأنها بوابة مهمة لشرق إفريقيا، وبها استقرار نسبي ونمو عمراني يحتاج مواد بناء وصناعات كيماوية، وشبكة طرق وموانيء تسمح بتوزيع البضاعة لدول الجوار.
كما إن الدراسة التي تم إعدادها قبل تأسيس الشركة كشفت عن ظمأ حقيقي في السوق الإفريقي لمنتجات مثل الحديد، الأسمنت، المواد الكيماوية، وغيرها، وذلك معناه إن الفرصة موجودة، والمنافسين لن يسبقونا بكثير.
"صنع في مصر" ليس مجرد شعار بل خطة دولة
عمرو فتوح قالها بوضوح: "رفع شعار صنع في مصر داخل إفريقيا هو الهدف الأسمى". التحالف متماشي تمامًا مع خطة الدولة الطموحة إنها توصل بصادراتها لـ145 مليار دولار. الفكرة مش تصدير وخلاص، الفكرة في خلق وجود مصري ثابت جوه القارة، يصدّر بذكاء، ويوصل المنتج للمستهلك النهائي مش بس للمستوردين.
اقرأ أيضًا: مصر تعزز نفوذها في أفريقيا عبر استثماراتها في الطاقة والنقل
أشرف منصور خلال المنتدى العربي الألماني: مصر بوابة إفريقيا ودورها محوري في العالم العربي
اقتصاديات التحالف، مكسب لـ من؟
ينعكس ذلك التحالف في:
1. شركات المقاولات: الآن، ستجد كل احتياجاتها من المواد في السوق المحلي الإفريقي بدلًا ما تستورد من الصين أو أوروبا.
2. المصانع المصرية: تعمل على مدار السنة لتغطية الطلب، وذلك يعني تشغيل، إنتاج، ودورة رأس مال مستمرة.
3. الجنيه المصري: إذا استقر التصدير والمردود جاء بالدولار، سنواجه دعم حقيقي للاحتياطي النقدي.
4. البنوك: داخلة شريك في تمويل المخزون، وضمان المخاطر، وفتح اعتمادات، فتكسب وتخدم الدولة.
توقعات مستقبلية
1.قد نواجه في خلال 3 سنوات، مراكز مصرية دائمة للتصدير في غرب إفريقيا مثل نيجيريا وغانا.
2.الباب يُفتح لـ شركات أخرى من الصناعات الغذائية، الملابس، الأجهزة الكهربائية.
3.سيتم خلق نموذج مصري قابل للتصدير نفسه، أي دول أخرى تبدأ تقلد النموذج في قارات أخرى مثل أمريكا الجنوبية أو آسيا.
4.معدل التوظيف في الصناعات التصديرية قد يقفز بنسبة 15-20% غذا تم التوسع بذكاء.
أفريقيا، التحديات حاضرة لكن الخطة جاهزة
مشوار أفريقيا ليس مفروش بالورود، فتظهر به عدة مشاكل لوجستية، تفاوت في القوانين الجمركية، بنية تحتية ضعيفة في بعض الدول. لكن الخطة الخاصة بالشركة بها حلول ذكية، منها: دعم من البنوك المصرية والأفريقية، شراكة مع هيئة الاستثمار والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وجود تمثيل تجاري على الأرض. أي التفكير ليس في الإنتاج، بل في التوصيل والتسويق والاستدامة.
اقرأ أيضًا: التخطيط: الفرص الاستثمارية في أفريقيا تُقدر بـ3 تريليونات دولار بحلول عام 2030
ختامًا، هذه الأحداث ليس مجرد تصريح حماسي أو مبادرة موسمية، بل نحن أمام نقلة نوعية في طريق التصدير المصري، نقلناه من "معارض ومؤتمرات" لـ “مخازن ومنافذ بيع”، وإذا استمرت الدولة في دعمها، والتحالف استمر في المثابرة، نستطيع نقول إن الحلم الأفريقيسيصبح واقع على المدى القريب، ومن لا يلحق بالقطار سيفوته الكثير.
Short Url
من الإسفلت إلى الاقتصاد، «دبي» تربط 10 آلاف شركة بمسارات ذكية للنمو
21 مايو 2025 03:36 م
من الصين إلى أفريقيا، السيارات الكهربائية تغير خريطة الاقتصاد العالمي
20 مايو 2025 03:39 م
مفاوضات اليابان مع أمريكا على حافة الانهيار وطوكيو تصمم على "إلغاء الجمارك"
20 مايو 2025 12:21 م


أكثر الكلمات انتشاراً