من روث الماشية لطاقة نظيفة، مصر تحول المخلفات إلى كنز وطني
الثلاثاء، 20 مايو 2025 08:17 م

روث الماشية
في صعيد مصر، حيث كانت المخلفات الزراعية وروث الماشية تُعد عبئًا بيئيًا، تشهد قرى بأكملها تحولًا نوعيًا في استخدام هذه الموارد، لتصبح مصدرًا نظيفًا ومستدامًا للطاقة، إنه مشروع الغاز الحيوي، الذي تحول من فكرة هامشية إلى مسار استراتيجي للدولة نحو تحقيق أمن طاقي وتنمية مستدامة.

البداية فكرة استغلال روث الماشية
تعود البدايات إلى ما قبل عام 2010، حين بدأت بعض الجامعات والمراكز البحثية – مثل المركز القومي للبحوث – تجارب أولية على إنتاج البيوغاز من روث الحيوانات ومخلفات الطعام، ظلت هذه المحاولات محدودة النطاق، بلا دعم مؤسسي أو تشريعي.
وفي عام 2013، وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بدأت وزارة البيئة في تنفيذ أول مشروع تجريبي لتركيب وحدات بيوجاز منزلية في قرى بالصعيد، مستهدفة تحسين مستوى المعيشة وتوفير مصادر طاقة بديلة.
وثم في 2016، جاء التحول الحقيقي مع تأسيس شركة "بيو إنيرجي" كأول كيان رسمي متخصص في إدارة وتنفيذ وحدات البيوغاز، بالتعاون مع وزارتي البيئة والتعاون الدولي، ومن هنا انطلقت مبادرة "البيوغاز من أجل التنمية الريفية" لتغزو قرى المنيا، الفيوم، وأسيوط.
وبين عامي 2017 و2022، زاد عدد الوحدات المنزلية إلى أكثر من 1300 وحدة، تعمل على إنتاج غاز حيوي وسماد عضوي، ما ساعد المزارعين في تقليل نفقات الطاقة ورفع إنتاجية الأراضي، في قرية "شكشوك" بالفيوم، أصبح الغاز المنتج من روث البقر يغني الأهالي عن أنابيب البوتاجاز.

إنشاء أول مصنع في مدينة السادات لتحويل روث المواشي إلى كهرباء
وفي 2023، بدأ القطاع الخاص في ضخ استثمارات، أبرزها إنشاء أول مصنع في مدينة السادات لتحويل روث المواشي إلى كهرباء بقدرة 1 ميجاوات/ساعة، وفي نفس العام، وقعت الحكومة عدة بروتوكولات بين وزارات البيئة والتنمية المحلية والبترول لدفع عجلة الاستثمار في الغاز الحيوي.
وشهد عام 2024 انطلاقة قوية على أكثر من مستوى: تصنيع محلي لوحدات البيوغاز، توقيع اتفاقيات مع جمعيات أهلية مثل "الأورمان" لإنشاء وحدات في القرى المحيطة بمجمع السولار بأسيوط، وتجاوز عدد الوحدات 1800 وحدة، بإنتاج سنوي قدره 1.9 مليون متر مكعب، يعادل نحو 65 ألف أسطوانة بوتاجاز.
اقرأ أيضًا:
«من الحقول إلى الأحواض»، كيف يتحول البترول إلى أسمدة زراعية؟
الغاز الحيوي يدخل الاستراتيجية الوطنية للطاقة
ومع بداية 2025، أعلنت وزارة البيئة إدماج الغاز الحيوي ضمن الاستراتيجية الوطنية للطاقة المتجددة حتى 2035، ودخل مصنع السادات الخدمة رسميًا، في حين توسعت المبادرة إلى قرى "حياة كريمة"، لتحويل المخلفات إلى طاقة في البيوت المصرية الأشد احتياجًا.
Short Url
جهاز حماية المستهلك: تلقينا 20563 شكوى من المواطنين خلال النصف الأول من مايو
20 مايو 2025 03:51 م
الخطيب: إصلاحات اقتصادية وحوافز استثمارية لجذب الشركات الألمانية إلى مصر
20 مايو 2025 04:07 م
ودعاً للمكالمات المزعجة .. إجراءات جديدة لمنع الاتصال العشوائي بالمواطنين
20 مايو 2025 03:11 م


أكثر الكلمات انتشاراً