«الماكينات بدأت تتعطل»، أزمة نقص الكفاءات تهدد مستقبل ألمانيا الاقتصادي

الإثنين، 19 مايو 2025 11:38 م

سوق العمل الألماني

لطالما عُرفت ألمانيا بجدية شعبها وإنتاجيته العالية، صورة "الماكينات الألمانية التي لا تهدأ" رَسَخَت في الأذهان لعقود، لكن اليوم تواجه قاطرة أوروبا الاقتصادية حقيقة مقلقة، الألمان، على ما يبدو، لم يعودوا يعملون بالجد الكافي.

فبينما تسجل البلاد معدلات توظيف قياسية، يكشف تقرير حديث لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أن متوسط ساعات العمل الفردية بألمانيا، قد هوى إلى أدنى مستوياته بين الدول الغنية.

نقص الكفاءات يهدد تنفيذ خطط التريليون يورو وسط تصاعد الخطاب المناهض

في السياق ذاته، كشف تحليل جديد لمركز تأمين العمال الماهرين في ألمانيا، أن نقص الكفاءات في سوق العمل الألماني لا يزال عائقا خطيرا أمام تنفيذ مشروعات البنية التحتية والطاقة المستدامة.

وتزداد الصورة قتامة عند النظر إلى خطط الحكومة الطموحة، وعلى رأسها برنامج إنفاق بقيمة تريليون يورو لإنعاش الاقتصاد، فهذه الخطط الاستثمارية الضخمة قد تصطدم بواقع نقص العمالة، وبينما تبدو الهجرة كأحد الحلول المنطقية لتعويض هذا النقص، لكن حتى هذا الحل يواجه رياحًا معاكسة مع تصاعد نفوذ الأحزاب اليمينية في ألمانيا وأوروبا، وما يصاحبه من خطاب مناهض للهجرة.

نقص 387 ألف وظيفة يؤثر على الصحة والطاقة وصناعة الأسقف

التقرير الأحدث أوضح أن واحدة من كل 3 وظائف شاغرة بقيت دون شغل خلال مارس الماضي، أي ما يعادل نحو 387 ألف وظيفة، بنسبة انخفاض تبلغ 17.5% عن العام السابق.

وسجلت قطاعات الصحة العامة، والتدفئة والتبريد، والطاقة المتجددة، أسوأ معدلات النقص، إذ لم تُشغل أكثر من 12 ألف وظيفة بهذه المجالات خلال مارس.

كما سجلت صناعة تغطية الأسقف وحدها عجزا بأكثر من 3 آلاف وظيفة. وأشار التقرير إلى أن هذا النقص يعرّض للخطر تنفيذ مشروعات صديقة للمناخ مثل تحويل أنظمة التدفئة أو توسيع أنظمة الطاقة الكهروضوئية.

نقص العمالة يهدد البنية التحتية مع تقاعد 12.9 مليون بحلول 2035

وتواجه السوق الألمانية نقصًا في جميع مستويات التأهيل في مجال الهندسة المدنية، ورغم التمويل الحكومي الضخم المخصص للبنية التحتية والدفاع، فإن تنفيذ هذه البرامج الحيوية يبقى معلَّقا على توفر الأيدي العاملة، فمشروعات كبرى مثل بناء الأنفاق أو تحديث شبكات المرافق العامة مهدَّدة بالتعطل بسبب نقص القوى العاملة.

ووفقا لتقديرات وكالة العمل الفيدرالية الألمانية ومعهد الاقتصاد الألماني فإن نحو 12.9 مليون عامل في ألمانيا سيخرجون من سوق العمل بسبب التقاعد بحلول عام 2035، ويعادل هذا نحو ربع القوى العاملة الحالية، مما سيخلق فجوة ضخمة في سوق العمل إذا لم يعوض هذا النقص.

Short Url

أخبار متعلقة