من آسيا إلى إفريقيا، معركة الموانئ تُعيد تشكيل خطوط التجارة العالمية

الإثنين، 19 مايو 2025 09:37 ص

التجارة الدولية

تحليل/ كريم قنديل

رغم اضطرابات سلاسل الإمداد التي ضربت العالم في السنوات الأخيرة، يبدو أن سوق الشحن بالحاويات يشهد موجة جديدة من إعادة التموضع والتوسع الاستراتيجي، حيث تتسابق دول العالم لتحديث موانئها، واحتلال مواقع متقدمة في خارطة التجارة البحرية العالمية.

نقل حاويات الشحن.. التحديات والحلول | شركة الجهات الأربع — **الحاويات**

ووفقًا لتقرير صادر عن Mordor Intelligence، فإن مناطق مثل أمريكا الشمالية، أوروبا، آسيا، والشرق الأوسط تُعيد رسم خريطة تجارة الحاويات من خلال تحديث البنى التحتية، والتحول الرقمي، والاستثمار في الاستدامة.

الولايات المتحدة.. زعامة رقمية وبحرية

تتصدر الولايات المتحدة سوق الشحن بالحاويات في أمريكا الشمالية بحصة تبلغ 28% من السوق الإقليمي في عام 2024، ويُعزى ذلك إلى شبكتها الضخمة من الموانئ، وعلى رأسها ميناء لوس أنجلوس - لونغ بيتش، الذي يُعد بوابة رئيسية للتجارة العابرة للمحيط الهادئ.

ساعدت الاستثمارات في التحديث والرقمنة في تخفيف الازدحام وتحسين الكفاءة، في وقت تتجه فيه واشنطن لتعزيز قدرتها البحرية لمنافسة الصين وغيرها من القوى البحرية الصاعدة.

سباق مع الزمن، كيف أربكت هدنة أميركا والصين حركة الشحن العالمية؟

طفرة التجارة الإلكترونية تُشعل سباق الخدمات اللوجستية في السعودية

المكسيك ونمو سريع واستراتيجية مزدوجة السواحل

في المقابل، تبرز المكسيك كأسرع أسواق الشحن نموًا في أمريكا الشمالية، بمعدل نمو متوقع يبلغ 4% خلال الفترة 2024-2029، ويمنحها موقعها الجغرافي المطل على كل من المحيط الهادئ وخليج المكسيك أفضلية تنافسية.

وتراهن المكسيك على قطاعها الصناعي المتنامي واتفاقياتها التجارية لدعم دورها في التجارة البحرية، إلى جانب تحديث شامل لموانئها وتعزيز الكفاءة الرقمية.

مشكلة جديدة تواجه قطاع الشحن العالمي.. المخازن مكدسة! — **التجارة البحرية**

أوروبا والاستدامة على رأس الأولويات

تُظهر أوروبا نهجًا متقدمًا في إدارة موانئها، مع تركيز ملحوظ على الكفاءة، الربط بين وسائل النقل، والاستدامة، وتتصدر ألمانيا المشهد الأوروبي بحصة سوقية تبلغ 12%، مستفيدة من موانئها العملاقة مثل هامبورغ وبريمرهافن.

بينما تسجل إيطاليا أعلى معدل نمو أوروبي، مدفوعة بموقعها الاستراتيجي في المتوسط، واستثماراتها في الأتمتة والرقمنة.

مخاطر سلاسل الإمداد، تهديدات باهظة التكلفة واستقرار على المحك

النقل والتخزين، مشكلات يواجها القطاع الصناعي وتتصدى لها للوجستيات

آسيا والمحيط الهادئ.. عملاق عالمي لا ينازع

لا تزال منطقة آسيا والمحيط الهادئ العمود الفقري لتجارة الحاويات العالمية، مع وجود قوى بحرية كبرى مثل الصين وسنغافورة، وتستمر الصين في الهيمنة عبر موانئ مثل شنغهاي ونينغبو تشوشان، مدعومة باستثمارات ضخمة وتكنولوجيا متقدمة.

أما الهند، فتسير بخطى سريعة لتكون أسرع الأسواق نموًا في المنطقة، مستفيدة من برامج تطوير البنية التحتية البحرية، وموقعها الجغرافي على طرق التجارة الدولية.

الشرق الأوسط وأفريقيا.. الموقع الاستراتيجي يتحول إلى قوة اقتصادية

تمتاز المنطقة بموقعها الحيوي الذي يربط الشرق بالغرب عبر قناة السويس، وتتصدر الإمارات السوق الإقليمي، بينما تُظهر السعودية أقوى مؤشرات النمو، وتدفع استثمارات البنية التحتية واعتماد التكنولوجيا هذه الدول إلى مقدمة مشهد الشحن الإقليمي.

أمريكا الجنوبية.. البرازيل تتصدر وتُسرع النمو

في الجنوب، تُعد البرازيل المحرك الرئيسي لسوق الحاويات، حيث تجمع بين كونها الأكبر والأسرع نموًا في المنطقة، وتستفيد من سواحلها الممتدة ومبادرات التحديث الرقمي لتعزيز دورها في الشبكة العالمية.

حرب لوجستية باردة

من الولايات المتحدة إلى الهند، ومن ألمانيا إلى السعودية، تدور حرب لوجستية باردة بين الموانئ حول من يمتلك المستقبل، الاستثمارات في الأتمتة، والرقمنة، والبنية التحتية لم تعد رفاهية، بل ضرورة استراتيجية، ومع تزايد التوترات الجيوسياسية وتعقيدات سلاسل الإمداد، فإن من يمتلك الميناء، يمتلك زمام التجارة العالمية.

Short Url

أخبار متعلقة