«التمور المصرية» من المحصول الأكبر إلى الذهب المفقود في الأسواق العالمية
الأحد، 18 مايو 2025 03:18 م

التمور
تحليل/ ميرنا البكري
في ظل الظروف الاقتصادية التي نشهدها، دائمًا نبحث عن فرص نكسب منها ونعزز صادراتنا ونفتح أسواق جديدة. وسنجد إن هناك منتجات مصرية قد تكون "ذهب يلمع"، ومن أهم هذه المنتجات “التمور”، تعتبر مصر أكبر منتج للتمور في العالم، لكن الغريب إننا ليس من ضمن قائمة الدول الكبرى المصدرة؟ سنوضح في هذا التحليل كيفية استغلال هذه الفرصة للدخول إلى السوق العالمي بقوة، وهذا الذي حاول ان يجاوب عليه تقرير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، وسوف نعرضه بشكل مبسط في هذا التحليل.

موقع مصر على خريطة التمور
وفقًا لبيانات مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، تعتبر مصر أكبر منتج للتمور في العالم، بإنتاج وصل لـ 1.87 مليون طن عام 2022، أي حوالي 19.3% من الإنتاج العالمي، والدول العربية كلها مع بعضتنتج حوالي 79.1% من التمور في العالم، رغم ذلك مصر ليس أكبر مصدر.
السوق العالمي للتمور في نمو مستمر، ومن المتوقع ان يصل لـ 18.76 مليار دولار بحلول 2030، والطلب يزداد من دول آسيوية مثل إندونيسيا والهند وبنجلاديش، وأيضًا من أوروبا بسبب التوجه للأكل الصحي.
مصر تصدر لـ من؟
تصدر مصر تمور لـ 60 دولة، أبرزهم: المغرب (أكبر مستورد للتمور المصرية)، إندونيسيا،تركيا، لكن القيمة التي نصدر بها أقل من المفترض أن نكسبه، والسبب هو القيمة المضافة.
اقرأ أيضًا: مصر أكبر منتج للتمور في العالم والسعودية أكبر مصدر والهند أكبر مستورد
"مصر الأولى في إفريقيا"، التمر في رمضان من مائدة الإفطار إلى خطوط الإنتاج
أين تضيع الأموال؟
معظم الذي تصدره مصر تمور خام بدون وجزد أي قيمة مضافة، أي لا يوجد تصنيع كافي يخلق ميزة تنافسية، على سبيل المثال: عجوة معبأة، معجون تمر، عصير، مربى، شوكولاتة بالتمر، مخبوزات، بالتالي يجعلنا نخسر جزء كبير من الأرباح التي قد تتحقق.

أبرز التحديات التي تكسر سلسلة القيمة
تفتيت الأراضي، مزارع صغيرة لن تستطيع أن تستثمر أو تطور.
قلة مصانع الفرز والتعبئة في أماكن الإنتاج.
مياه الري أصبحت أزمة، والنخيل يريد مياه كثيرة.
ضعف التسويق والتصدير، خاصة في دول أفريقيا وآسيا التي قد تكون سوق واعد.
إعادة هيكلة سلسلة القيمة للتمو، من الزراعة إلى التصدير
1. تحسين مرحلة الإنتاج الزراعي
دعم المزارعين وتوفير الإرشاد الزراعي الحديث لزيادة الإنتاجية والجودة.
تجميع المزارع الصغيرة من خلال التعاونيات أو شركات إدارة زراعية لرفع الكفاءة وتسهيل التمويل.
التوسع في استخدام تقنيات الري الحديثة لترشيد استهلاك المياه، خاصة مع ارتفاع الاحتياج المائي للنخيل.
2. تعزيز البنية التحتية في مناطق الإنتاج
إنشاء وتحديث مصانع الفرز والتعبئة بالقرب من مناطق الإنتاج لتقليل الفاقد وتحسين الجودة.
إدخال تكنولوجيا حديثة في مراحل التعبئة لتتناسب مع متطلبات الأسواق العالمية.
3. تشجيع الاستثمار في التصنيع الغذائي المرتبط بالتمر
تسهيلات للمستثمرين في مجال تصنيع منتجات التمر، مثل التمور المجففة، المعجون، والعجوة.
تحفيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص في إقامة مجمعات صناعية متخصصة للتمور.
اقرأ أيضًا: دراسة شاملة لزراعة وإنتاج نخيل التمر من البداية حتى الإنتاج.. أرباح مليونية
ختامًا، في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، يمكن لمصر أن تحقق قفزة كبيرة في صناعة التمور إذا استغلت هذه الفرصة بشكل استراتيجي. على الرغم من كونها أكبر منتج للتمور في العالم، إلا أن التحديات التي تواجهها في مجالات التصنيع والتصدير تحد من قدرتها على زيادة حصتها في الأسواق العالمية. من خلال تحسين سلسلة القيمة، من الزراعة إلى التصنيع ثم التصدير، يمكن لمصر أن تتحول إلى قوة اقتصادية في هذا القطاع.
وإذا تم حل التحديات المتعلقة بالزراعة، البنية التحتية، والتسويق، فإن "التمور" المصرية قد تصبح الذهب الذي يلمع في عالم الصادرات، وتساهم بشكل كبير في تحسين الاقتصاد الوطني، وتحقيق أرباح وفوائد كبيرة على المدى الطويل.
Short Url
الهدنة أم الانفجار؟، سيناريوهات قد تُشعل أسعار الشحن عالميًا من جديد
18 مايو 2025 11:44 ص
" شركة we" توفر دقائق دولية مجانية لـ ليبيا لمدة أسبوع
18 مايو 2025 01:28 م


أكثر الكلمات انتشاراً