تراجع حاد في إيجارات العقارات مع عودة السودانيين إلى بلادهم

الجمعة، 16 مايو 2025 12:41 م

سودانيين بمصر

محمد كمال

شهدت مصر في الآونة الأخيرة انخفاض حاد في أسعار إيجار العقارات بشكل عام، حيث تشهد مناطق عدة في القاهرة الكبرى انخفاض حاد غير متوقع في الأسعار، نتاج لعودة لاجئي السودان لبلادهم، وهو ما تشهده مناطق كبرى مثل فيصل والهرم والمهندسين ومدينة نصر وبولاق، وهي المناطق الأكثر تواجداً للسودانيين في مصر.

وتحتضن مصر ما يقرب من مليون لاجئ من دول مجاورة وفقاً لتصريحات رسمية حكومية، عدد اللاجئين في مصر مثل بشكل واضح ضغطاً علي الاقتصاد الشعبي في مصر، فقد شكل تواجد اللاجئين في مصر من دول عدة أزمة عقارية كبرى في مصر.

ومؤخراً باتت أسعار العقارات والشقق السكنية في ارتفاع كبير مؤخراً وبشكل خاص عقب الحرب السودانية التي بدأت في إبريل 2023 والتي كانت فارقة في عدد اللاجئين في مصر وشكلت ارتفاعاً كبيراً في أسعار العقارات بمصر.

وتقدر الحكومة المصرية بإن هناك ما يقرب من 4 مليون مواطن سوداني في مصر ومستقرين في عدة مناطق بالقاهرة وأسوان بشكل عام، وهو ما جعل هناك حراك كبيراً في أسعار العقارات.

ومنذ اندلاع الصراع في السودان في أبريل 2023، نزح نحو 1.2 مليون سوداني إلى مصر، وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة، مما رفع عدد السودانيين المقيمين في البلاد إلى أكثر من 4 ملايين شخص، بحسب بيانات المنظمة الدولية للهجرة.

هدوء النزاع وعودة السودانيين لبلادهم

لا طعام ولا شراب وظلام دامس... رحلة الهروب من الخرطوم إلى حدود مصر
ومع هدوء نسبي في النزاع بالسودان وكذلك أيضاً عودة نسبة ضئيلة من السوريين لبلادهم بعد انهاء حكم بشار الأسد وبداية حكومة جديدة في البلاد، وقد قدرت عودة السودانيين الي بلادهم بحوالي ما يقرب من 122 ألف سوداني، وهو ما بات يغير قواعد الايجار في مصر.

ووفق علاء الشيخ، رئيس مجلس إدارة شركة أسيت تاب للتسويق العقاري الذي تحدث لموقع "العربية"، فإن هناك تدفقاً كبير أدى إلى تحولات سريعة في سوق الإيجارات، خاصة في المناطق الشعبية والمراكز الحضرية التي تمثل نقاط جذب لذوي الدخل المتوسط والمحدود.

ويضيف بإنه من المعتاد أن يطلب الملاك أسعارًا مبالغًا فيها مستغلين الطلب المتزايد من الوافدين السودانيين، خاصة في أحياء مثل فيصل، الهرم، حدائق الأهرام، وعين شمس، و6 أكتوبر والشيخ زايد.

فجوى كبرى في العرض والطلب

مصر تدعو مواطنيها إلى سرعة مغادرة السودان
الانخفاض الكبير في الطلب يأتى في وقت تشير فيه بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلى وجود نحو 12.5 مليون وحدة سكنية مغلقة في مصر، تمثل حوالي 29% من إجمالي الوحدات السكنية، وهو ما يعكس حجم الفجوة بين العرض والطلب في السوق العقاري.

هذه الوحدات المغلقة تتوزع بين مساكن لملاك يمتلكون عقارات أخرى أو بسبب السفر أو عدم استكمال التشطيب، مما يخلق فرصة لإعادة ضخ هذه الوحدات في سوق الإيجارات، وبالتالي يمكن أن يساهم في استقرار الأسعار أو حتى تراجعها في حال تم تفعيل هذه الوحدات بشكل أكبر.

الإيجارات خلال فترة الذروة زادت بنسبة 50% للوحدات غير المفروشة، و100% للمفروش، ما دفع الملاك حاليًا إلى خفض الأسعار بنسبة تصل إلى 50% في بعض المناطق، لتفادي شغور الوحدات وسعيًا وراء عوائد تغطي التزاماتهم المالية.

ومن المتوقع تان تشهد العقارات انخفاضًا في أسعار الإيجارات خلال الربع الأول من عام 2025، مقارنة بالربع الأخير من عام 2024، والذي شهد زيادة كبيرة في الإيجارات بلغت نحو 108%.

Short Url

أخبار متعلقة