«عودة تسلا إلى نادي التريليون» بين الحقائق القاتمة والحماسة السوقية الزائدة
الخميس، 15 مايو 2025 03:20 م

تسلا
كتب/ كريم قنديل
رغم سلسلة من المؤشرات السلبية التي تحيط بأداء تسلا، قفزت القيمة السوقية لعملاق السيارات الكهربائية بنحو 65 مليار دولار في يوم واحد، لتتجاوز حاجز التريليون دولار مجددًا للمرة الأولى منذ فبراير.

المفارقة؟ هذا الارتفاع جاء بعد هدنة جزئية في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، والتي رفعت بدورها مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 2.5%، لكن تسلا حلقت أبعد من ذلك، في قفزة بدت وكأنها تعكس آمالاً لا تستند بالضرورة إلى أسس واقعية.
تسلا والتعريفات في معركة كبرى
من الناحية الفنية، تمتلك تسلا بعض مقومات الصمود أمام رياح الحرب التجارية، سلاسل التوريد لديها محلية بدرجة كبيرة، إذ تتمتع سياراتها المبيعة في الولايات المتحدة بنسبة امتثال تبلغ 85% لبنود اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
هذا يجعلها أقل عرضة للتعريفات مقارنة بمنافسين مثل جنرال موتورز، لكن حتى هذا الدرع لا يحميها بالكامل، خصوصًا في قطاع الطاقة الذي يعتمد على بطاريات مستوردة من الصين وهو قطاع لا تتجاوز أرباحه 3 مليارات دولار، مما يجعل صعوبة تبرير قفزة في القيمة السوقية بمقدار 60 مليارًا أمرًا واضحًا.
شنغهاي تتراجع والصين تنظر نحو بي واي دي
الأضواء المسلطة على الأسواق العالمية غطت على حقيقة مقلقة، مصنع تسلا في شنغهاي يعاني، شحناته تراجعت للشهر السابع على التوالي في أبريل، وحصتها في سوق السيارات الكهربائية بالصين انخفضت إلى 5.1% مقابل 6.9% العام الماضي، في المقابل، واصلت بي واي دي الصينية تقدمها بحصة سوقية تبلغ 27.3%.
اقرأ أيضًا:
انهيار تسلا وصمود BMW، تأثير رسوم ترامب على كبار مصنعي السيارات في العالم
"تسلا وأيلون ماسك".. هل تبحث الشركة عن رئيس تنفيذي بديل؟
رغم حملة تسلا الترويجية لتحديث طراز واي، والآمال المعقودة على الربع الثاني لتعويض خسائر الربع الأول، إلا أن الأداء الفعلي في الصين وأوروبا يُضعف الفرضية التي تقول إن الأزمات كانت مؤقتة أو مرتبطة بسلاسل التوريد.

سايبرتراك لا تكفي وماسك السياسي يربك السوق
غياب نماذج جديدة بأسعار معقولة جعل محاولات تسلا لتحديث الطرازات الحالية تبدو وكأنها مجرد ترقيع، أما سايبرتراك، فرغم الضجة الإعلامية، لم تحقق بعد النجاح المنشود، ومع ذلك، يُنظر لتصريحات ماسك السياسية التي كثيرًا ما تُحدث جدلاً على أنها جزء من أزمة أكبر تتعلق بصورة العلامة التجارية وتأثيرها على السوق.
تضخم تقييمي غير مبرر
رغم الأداء المتراجع، يتم تداول سهم تسلا عند مضاعف أرباح يبلغ 133 مرة الأرباح المستقبلية، مستوى لا يتماشى مع تباطؤ النمو بل ويعيد إلى الأذهان موجة الحماس غير العقلاني عقب الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حينها اعتُبر قرب ماسك من الإدارة الجديدة مكسبًا استراتيجيًا قبل أن يتبين أن الأمر مجرد أجواء عامة لا أكثر.

واشنطن في الظل وأوستن في الصدارة
الأسواق قد تكون احتفت ببوادر التهدئة التجارية، لكن الحدث الذي يجب مراقبته فعلاً سيحدث في أوستن خلال يونيو، حيث يتوقع أن تكشف تسلا عن إطلاق محدود لخدمة التاكسي الآلي، الوعد القديم الذي طال انتظاره، حتى إذا تحقق، سيكون أقل بكثير من الوعود الطموحة التي أطلقها ماسك عن سيارات ذاتية القيادة بالكامل.
اقرأ أيضًا:
«تسلا في مأزق» انخفاض مبيعات غير مسبوق في أسواق أوروبا بسبب السيارات الصينية
العودة للوراء خطوة، إيلون ماسك يتخلى عن تحالفه مع «ترامب» لإنقاذ تسلا
بالتالي، فإن ما يحدث في واشنطن مهما بدا صاخبًا ليس سوى ضجيج سياسي مبالغ في أهميته، أما تسعير السهم فبقي رهنًا لتوقعات تتجاوز الواقع، وتفاؤل يتجاهل التحديات البنيوية التي تواجه الشركة في أكبر أسواقها.
تجاوز القيمة السوقية لتسلا حاجز التريليون مجددًا لا يعكس نموًا حقيقيًا في الأداء، بل يعبر عن موجة من التفاؤل المدفوعة بعوامل خارجية وتقييمات مبالغ فيها، وبينما يُحتفى بتطورات واشنطن، فإن مستقبل تسلا الحقيقي يُصاغ الآن في مصانع أوستن أو ربما في عقل ماسك.
Short Url
من التحديات للفرص، 8 حلول تجعل المرأة شريك اقتصادي حقيقي
15 مايو 2025 04:19 م
أوبك تلعبها بحذر، تثبيت توقعات الطلب على النفط رغم انخفاض النمو الاقتصادي العالمي
15 مايو 2025 02:03 م
كيف يمكن أن تؤثر وحدات التغويز العائمة على الاقتصاد المصري؟
14 مايو 2025 02:18 م


أكثر الكلمات انتشاراً