الشركات العائلية العربية من إرث الماضي إلى صدارة المستقبل
الأربعاء، 14 مايو 2025 10:39 م

أثرياء العرب
تحليل/ كريم قنديل
في خضم التحولات الاقتصادية العالمية وتزايد التنافسية، تبرز الشركات العائلية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كقوة اقتصادية صاعدة، لا تكتفي بالحفاظ على مكانتها التاريخية، بل تسعى لإعادة تشكيل ملامح الاقتصاد الإقليمي والدولي بروح تجديدية.

هيمنة خليجية وتنويع استراتيجي
وكشفت قائمة أقوى 100 شركة عائلية عربية لعام 2025م، عن تفوق واضح للشركات الخليجية، حيث جاءت 33 شركة من السعودية، و32 من الإمارات، و8 من قطر، ما يعكس قوة الاقتصادات الخليجية وتنوعها، إلى جانب البنية المؤسسية التي بدأت تنضج في هذه الدول، بفضل المبادرات الحكومية، لتعزيز الحوكمة والاستدامة.
وهذا الحضور اللافت ليس مجرد مؤشر على الثروة، بل على قدرة هذه الشركات على التكيف، وإعادة التموضع، وقيادة قطاعات استراتيجية، إلى جانب الدور الحيوي الذي تؤديه الشركات العائلية، في ترسيخ مكانتها عالميًًا.
اقرأ أيضًا:
بالرغم من أزمات العالم، حان الوقت المناسب لتصبح مليارديرًا
قائمة فوربس 2025، 16 شركة مصرية ضمن الأكثر تأثيرًا في الشرق الأوسط
تحولات هيكلية وتجديد للإرث
ولم تعد الشركات العائلية حبيسة نماذج تقليدية أو مرتهنة بذكريات التأسيس، بل تشهد اليوم موجة من التحولات الهيكلية، فشركات مثل مجموعة O Capital group المغربية، وسلطان القابضة السعودية، صعدت إلى المشهد بعد عمليات دمج أو إعادة هيكلة، وهو ما يسلط الضوء على مرونة هذا النمط الاقتصادي، وقدرته على استيعاب التغيير ومواكبة متطلبات العصر.

تشريعات داعمة وخطط للاستدامة
في الإمارات، دخل قانون خاص بالشركات العائلية حيز التنفيذ عام 2023م، لتأسيس بيئة تشريعية متكاملة تضمن استمرارية هذه الشركات وتعزز من تنافسيتها.
أما في السعودية، فقد تأسس المركز الوطني للمنشآت العائلية، بهدف تمكين هذا القطاع، وتسهيل عمليات نقل الملكية بين الأجيال، في خطوة تعكس فهمًا عميقًا لتحديات التوريث في زمن الاقتصاد المعولم.
اقرأ أيضًا:
مصر تحصد ثمار الإصلاح، «فوربس»: القاهرة مرشحة لتكون من بين أقوى اقتصادات العالم
16 رجل أعمال مصري ضمن قادة الشركات العقارية الأكثر تأثيرا بالشرق الأوسط لـ2025
من اقتصاد تقليدي إلى محرك للابتكار
بعض الشركات العائلية لم تكتف بالحفاظ على موقعها، بل اختارت التحول نحو اقتصاد المستقبل، فشركات مثل صناعات الغانم في الكويت، وعبدالواحد الرستماني والتي مقرها الإمارات، دخلت مبكرًا قطاع المركبات الكهربائية، الأمر الذي يشير إلى توجه استراتيجي نحو الاقتصاد الأخضر والتحول المستدام.
وتثبت هذه الخطوات أن الإرث لا يعني الجمود، بل يحمل في طياته بذور التجدد والتوسع، وهذا ما يصنع إمبراطوريات المال.

تحديات الجيل الجديد وإرث الهوية
ورغم كل التطورات، لا تزال التحديات قائمة، فوفقًا لاستطلاع أجرته KPMG، فإن منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، سجلت أعلى درجات إرث الهوية، ما يعكس تمسك الشركات العائلية بجذورها وقيمها، لكن هذا الارتباط الوثيق بالماضي، يتطلب توازنًا دقيقًا، خاصة في ظل طموحات الجيل الجديد، الذي يسعى لإحداث نقلة نوعية دون المساس بخصوصية الشركات العائلية.
اقرأ أيضًا:
20.6 مليار دولار.. 5 مليارديرات مصريين ضمن قائمة فوربس لأثرياء العالم 2025
بين الاستمرارية والتجديد
الشركات العائلية العربية أثبتت أنها ليست مجرد امتداد لماضٍ عريق، بل نموذج اقتصادي ديناميكي يجمع بين القيم المتوارثة والرؤية المستقبلية، وبينما تحتفي المنطقة بإنجازات هذه الشركات اليوم، يبقى التحدي الحقيقي في ضمان انتقال هذا الإرث بسلاسة إلى الأجيال القادمة، دون أن يفقد بريقه أو قدرته على الابتكار.
هذه العائلات لا تمتلك أموال كثيرة فقط، بل لديها رؤية، وخططًا واضحةً، وفريقًا إداريًا من العائلة نفسها، وهذا الذي يفرق بين الذي معه أموالًا وبين من يبني ثروة.
Short Url
كيف يمكن أن تؤثر وحدات التغويز العائمة على الاقتصاد المصري؟
14 مايو 2025 02:18 م
دخل ثابت واستثمار مضمون، دراسة جدوي مفصلة لبدء مشروع الألوميتال
14 مايو 2025 09:57 ص
ريادة الأعمال تنتعش في الشرق الأوسط، السعودية تقود وتمويل قياسي في أبريل
13 مايو 2025 07:07 م


أكثر الكلمات انتشاراً