الخميس، 15 مايو 2025

12:54 ص

المتحف المصري الكبير، أيقونة معمارية مصرية تنافس بقوة أشهر متاحف العالم

الأربعاء، 14 مايو 2025 08:46 م

المتحف المصري الكبير

المتحف المصري الكبير

شهيرة أحمد

من قلب القاهرة إلى وسط باريس، تتجلى عظمة الإنسان في أبهى صورها، عبر متاحف لا تحفظ فقط القطع الأثرية، بل تحتفظ بالذاكرة الإنسانية، فلم تعد المتاحف مجرد مبانٍ تعرض الماضي، بل أصبحت منصات للتفاعل مع الحضارة والفكر والإبداع.

وفي هذا السياق، يتربع المتحف المصري الكبير، كأحدث وأضخم مشروع ثقافي أثري في العصر الحديث، جنبًا إلى جنب مع متحف اللوفر، أحد أعرق المتاحف العالمية وأكثرها شهرة وزيارة.

مقارنة بين المتحف المصري الكبير ومتحف اللوفر

ويستعرض “موقع إيجي إن EGY IN” من خلال التقرير التالي، مقارنة بين المتحف المصري الكبير، ومتحف اللوفر من حيث الأهمية والموقع والتصميم والمحتوى.

 

المتحف المصري الكبير

ويتألق المتحف المصري الكبير، على مقربة من أهرامات الجيزة كأكبر مشروعٍ ثقافيٍ أثريٍ في العالم، يجمع بين التراث الفرعوني العريق، وأحدث تقنيات العرض المتحفي.

ويشكل المتحف المصري الكبير الواقع، على بعد خطوات من أهرامات الجيزة، هدية من الشعب المصري إلى العالم، حيث صمم لحفظ وعرض التراث الفرعوني العريق، باستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية، كما يهدف إلى تنشيط السياحة وتقديم تجربة متكاملة، تجمع بين السياحة الثقافية والترفيهية والتعليمية.

اقرأ أيضًا: أكبر حدث ثقافي في تاريخ مصر الحديث، آخر استعدادات الحكومة لافتتاح المتحف المصري الكبير

 

متحف اللوفر

أما متحف اللوفر، فيعتبر أحد أعرق المتاحف في العالم وأكثر متاحف الفن زيارة، حيث يضم نحو 35 ألف عملٍ فنيٍ من مختلف العصور والحضارات، بدءًا من عصور ما قبل التاريخ، وحتى القرن التاسع عشر، وقد تحول من قلعة عسكرية إلى قصر ملكي، ثم إلى متحف وطني بعد الثورة الفرنسية.

وافتتح المتحف أبوابه أمام الزوار عام 1793م، حيث يقع داخل قصر اللوفر، الذي كان فيما مضى مقرًا ملكيًا، كما يُعد الهرم الزجاجي الشهير في ساحة القصر أحد أبرز معالم المتحف، حيث أُضيف عام 1989م، ليكون المدخل الرئيسي للزوار.

 

موقع المتحف المصري الكبير ومتحف اللوفر

ويقع المتحف المصري الكبير على مساحة 117 فدانًا بين أهرامات الجيزة والقاهرة الحديثة، ما يجعله بوابة بين تاريخ مصر القديم وواقعها المعاصر، حيث يمكن للزائر رؤية الأهرامات من داخل بهو المتحف، عبر واجهته الزجاجية الضخمة، التي تعلو لتضاهي ارتفاع الهرم نفسه.

أما متحف اللوفر، فيقع في قلب العاصمة الفرنسية باريس على الضفة اليمنى لنهر السين، بمساحة 60,600 مترًا مربعًا، ضمن الدائرة الأولى للمدينة، والذي يعتبر نقطة جذب رئيسية في المشهد الثقافي الفرنسي، كما يرتبط تاريخيًا بالتحولات السياسية والثقافية، التي مرت بها فرنسا منذ القرن الثاني عشر.

 

تصميم يجمع بين العراقة والحداثة

أما تصميم المتحفين فقد جمعا بين العراقة والحداثة، كما فاز تصميم المتحف المصري الكبير، في مسابقة معمارية دولية، حيث ابتكر مكتب "هينغهان بنغ" الأيرلندي رؤية معمارية، تجعل من المتحف امتدادًا بصريًا لأهرامات الجيزة.

ومن الأعلى، يبدو المتحف وكأنه "الهرم الرابع"، وتتشكل كتلته المعمارية، عند نقطة التقاء أشعة الشمس المنبعثة من قمم الأهرامات الثلاث، أما تصميم متحف اللوفر، فقد تطور عبر القرون من قلعة دفاعية إلى قصر ملكي، ثم إلى متحف عالمي.

وفي عام 1989م، أضيف الهرم الزجاجي الشهير الذي صممه المهندس الصيني الأمريكي "آي. إم. بي"، ليصبح المدخل الرئيسي، جامعًا بين الحداثة والتاريخ في تناغم معماري مذهل.

اقرأ أيضًا: 15.8 مليون سائح خلال 2024، قفزة سياحية في مصر تتجاوز مستويات ما قبل الجائحة

 

محتوى أثري فريد وتجربة استثنائية للزائرين

ويضم المتحف نحو 100 ألف قطعة أثرية من عصور فرعونية مختلفة، ويعرضها باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي، ويربط القطع بمواقع اكتشافها. ومن أبرز قاعاته:

  • المدخل الرئيسي: بمساحة 7 آلاف متر مربع، يضم تمثال الملك رمسيس، و5 قطع أثرية ضخمة أخرى.
  • الدرج العظيم: يحوي 87 قطعة أثرية ضخمة على امتداد 6 طوابق، بمساحة 6 آلاف متر مربع.
  • قاعة توت عنخ آمون: أكبر عرض لمقتنيات الفرعون الشاب مجتمعة لأول مرة (نحو 5 آلاف قطعة).
  • بالإضافة إلى قاعات عرض دائمة ومؤقتة، ومتحف للطفل، ومكتبات، ومخازن بحث علمي.

اقرأ أيضًا: مواعيد الزيارة وأسعار التذاكر، التفاصيل الكاملة لافتتاح المتحف المصري الكبير

ويتألف المتحف المصري الكبير من طابقين رئيسيين، الأرضي والأول، ويضم الطابق الأرضي مجموعة واسعة من البرديات والعملات التي استخدمها المصريون القدماء عبر العصور، فيما يحتضن الطابق الأول، قطعًا نادرة من آخر سلالتين في التاريخ الفرعوني، إضافة إلى مقتنيات استخرجت من وادي الملوك.

ويُعد جناح آثار "توت عنخ آمون" من أبرز معالم المتحف، إلى جانب غرفة المومياوات الملكية، التي تضم 27 مومياءً، تعود لفراعنة عظام، حكموا مصر في عصور مختلفة.

أما متحف اللوفر، فيحتوي على أكثر من 380 ألف قطعة، يُعرض منها 35 ألف عمل فني ضمن 8 أقسام، تشمل:- (الآثار المصرية، وآثار الشرق الأدنى، والآثار اليونانية والرومانية، والفنون الإسلامية، والنحت، واللوحات، والفنون الزخرفية، والمطبوعات والرسومات).

وتضم معروضات المتحف قطعًا أثرية وفنية تعود لحضارات متنوعة، من بينها مصر القديمة، واليونان وروما الكلاسيكية، وأوروبا في العصور الوسطى، وفرنسا في عهد نابليون.

وتعتبر لوحة "الموناليزا" لليوناردو دافنشي، من أبرز مقتنيات اللوفر، إلى جانب تمثال "فينوس دي ميلو" ومجموعة ضخمة من الكنوز الكلاسيكية.

 

التكامل بين المتحف والمدينة

ويخطط المتحف المصري الكبير، لربط المتحف بشبكة مواصلات ذكية، تشمل تليفريك يمر عبر 10 محطات، ومترو أنفاق، ومطار سفنكس الدولي على بُعد 6 إلى 7 كيلومترات، ومن المتوقع أن يستقبل المتحف، نحو 5 ملايين زائر سنويًا.

أما متحف اللوفر، فيتيح موقعه وسط باريس سهولة الوصول إليه، كما يعتبر جزءًا من نسيج المدينة التاريخي والثقافي، حيث تحيط به الساحات الفنية والجامعات والمؤسسات البحثية.

والمتحف المصري الكبير واللوفر، كلاهما معجزة ثقافية بحد ذاته، الأول يشهد على عودة مصر بقوة إلى ساحة المتاحف العالمية بتجربة متكاملة تحتفي بالحضارة الفرعونية، والثاني يشكل مرجعًا للفن العالمي من عصور ما قبل التاريخ وحتى عصر النهضة.

Short Url

showcase
showcase
search