«من الكلاب إلى الطائرات»، هدايا الحكام لرؤساء أمريكا ملف شائك من المال والنفوذ
الإثنين، 12 مايو 2025 03:34 م

دونالد ترامب
تحليل/ ميرنا البكري
الهدايا دائمًا كانت وسيلة دبلوماسية ناعمة تستخدمها الدول لكي تكسب ود رؤساء أو تقرب وجهات النظر، لكن عندما يصل الموضوع لـ طائرة فخمة بـ400 مليون دولار من دولة مثل قطر، ويكون بها شبهة انتهاك للدستور الأمريكي، فنحن لا نتحدث عن هدية عادية بل موضوع به أبعاد اقتصادية وسياسية وأخلاقية أيضًا، سنوضح في هذا التحليل أبرز الهدايا لروؤساء أمريكا وأغراضها السياسية والاقتصادية.
اقرأ أيضًا:
«شفافة ومجانية»، ترامب يؤكد استلام هدية قطر البديلة لـ «إير فورس وان» الرئاسية

طائرة بـ 400 مليون دولار
وفقًا للتقارير الدولية، إدارة ترامب كانت تستعد لقبول طائرة فخمة جدًا من العائلة الملكية القطرية، قيمتها تقارب 400 مليون دولار، هذا الخبر قلب العالم رأسًا على عقب، خاصة مع تحذيرات خبراء الأخلاقيات الذي قالوا إن قبول هذه الهدية قد يخرق القوانين الدستورية التي تحمي من الرشاوى والفساد.
هناك مادة في الدستور الأمريكي تسمى "Emoluments Clause"، وهي تحظر على أي مسؤول حكومي إنه يقبل هدايا من "ملك أو أمير أو دولة أجنبية" دون موافقة الكونجرس.
أي باختصار، أي هدية من دولة أخرى تعتبر ملك للشعب الأمريكي وليس للرئيس شخصيًا، ولابد أن يتم تسجيلها رسميًا من خلال وحدة خاصة في البيت الأبيض.
ترامب و"الفهلوة القانونية"
قالت مصادر في إدارة ترامب إنهم يروا إن الطائرة قد تصبح قانونية إذا تحولت لمكتبة ترامب الرئاسية، وكأنها جزء من الأرشيف الرئاسي.
هذا التبرير غريب قليلًا، لكنه يدل على محاولات لتجاوز الحظر القانوني بـ "لف ودوران" قانوني.
ليس المرة الاولى، التاريخ يعيد نفسه
الحقيقة إن هذه ليس المرة الأولى التي يأخذ فيها رؤساء أمريكا هدايا، فمثلًا:
1.المكتب الشهير في البيت الأبيض "Resolute Desk" كان هدية من الملكة فيكتوريا سنة 1880.
2.بوش الابن أخذ كلب من رئيس بلغاريا، لكن تم إرسال الكلب للأرشيف الوطني وتبنته عيلة أمريكية.
3.بيل كلينتون أخذ سجادة مرسوم عليها وجهه ووجه هيلاري زوجته من رئيس أذربيجان، وكانت مصممة في وقت قياسي.
4.أوباما لديه مكتبة مليئة بالهدايا، من كبك فضة (لعبة صغيرة يتم استخدامها لربط أطراف أكمام القميص) لأتوبيس لعبة مبراة.

أين الهدايا؟
في 2023، لجنة الرقابة في الكونجرس الأمريكي قالت إن هناك أكثر من 100 هدية من دول أجنبية اختفت في فترة ترامب، وهو مخالف للقوانين.
ومن أبرزهم: لوحة بالحجم الطبيعي لترامب من رئيس السلفادور، وطقم جولف من رئيس وزراء اليابان، قيمته تخطت 250 ألف دولار.
الهدايا ليست بريئة دائمًا
تكون الهدية أحيانًا وسيلة ضغط غير مباشرة أو نوع من أنواع كسب الولاء. وبالتالي، عندما تقدم قطر هدية ضخمة لترامب، لابد أن نسأل: هل هناك مقابل؟ هل هناك اتفاق سياسي أو صفقة اقتصادية تحت الطاولة؟ خصوصًا إن ترامب معروف بميوله للتعاملات التي لها مردود شخصي.
الهدايا في بلاط الرئاسة، من حصل على ماذا من قادة العالم؟
حصل "ديك تشيني"، نائب رئيس الولايات المتحدة "بوش" في عام واحد فقط على هدايا أكثر من الرئيس نفسه، منهم 4 بنادق واحدة منهم تقدر بـ 6,000 دولار، وحصل الرئيس السابق بوش في 2005 هدية غريبة للغاية، وهي 300 رطل من لحمة الضأن من الأرجنتين، ولكنها اتحرقت بسبب قوانين الأكل والشرب في البيت الأبيض.
هدية أم رشوة؟
لن تكمن المشكلة في قيمة الهدية فقط، لكن المشكلة في التوقيت والسياق، طائرة بـ 400 مليون دولار ليست هدية رمزية، بل تعتبر أصل من أصول الدولة المانحة. وسيناريو استخدامها كـ"إير فورس وان" (طائرة الرئاسة) ثم ضمها للمكتبة، يفتح الباب لتساؤلات عن استغلال السلطة وتضارب المصالح.
الهدايا والاقتصاد السياسي
الهدايا ليست مجرد تحف أو رموز، بل أصبحت أدوات سياسية واقتصادية. عندما تهدي دولة غنية رئيس دولة عظمى أصل مادي باهظ الثمن، هذا يعني إنها تحاول تكسب نفوذ أو تمرر أجندة معينة، وبالتالي يفتح باب كبير عن دور "القوة الناعمة" في الاقتصاد العالمي، وقدرة الهدايا على التأثير على قرارات سياسية كبيرة.
الطائرة ليست دائمًا طائرة !
في النهاية، قصة الطائرة القطرية ليس عن مجرد طائرة، بل عنمدى شفافية الأنظمة، واحترام الدستور، واستقلالية القرار السياسي، فالهدايا ليست دائمًا بريئة، خصوصًا عندما من يستقبلها شخصية لديها سلطة تأثير ضخمة مثل ترامب. فمن الضروري أن ننظر لكل هدية في السياق السياسي والاقتصادي الخاص بها، ونفهم إن "الهدية السياسية" قد تكون أقوى من مليون خطاب.
Short Url
الجلوس على طاولة الاتفاق، هل تؤدي المفاوضات بين أميركا والصين لتهدئة الأسواق؟
11 مايو 2025 09:34 م
%31,4 من الصفقات لصالح التقنية المالية، السعودية تبهر العالم
11 مايو 2025 05:45 م
اشتباك على ضفاف السند، معركة الهند وباكستان على الأمن المائي
10 مايو 2025 04:34 م


أكثر الكلمات انتشاراً