الثلاثاء، 13 مايو 2025

12:06 ص

مدبولي: "منحة ناصر للقيادة الدولية" فرصة جيدة لبناء علاقات وصداقات قوية

الأحد، 11 مايو 2025 09:39 م

الدكتور مصطفى مدبولي

الدكتور مصطفى مدبولي

استقبل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، نحو 150 شابًا وفتاة من القيادات الشبابية من 80 دولة، على مستوى العالم من ذوي التخصصات التنفيذية المختلفة، إلى جانب عددٍ من الشباب المؤثرين والفاعلين في مجتمعاتهم.

يأتي ذلك ضمن فعاليات النسخة الخامسة من "منحة ناصر للقيادة الدولية"، والمقامة برعاية السيسي، وذلك بحضور الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج.

وألقى رئيس الوزراء، كلمة أمام جُمَعٍ من القيادات الشبابية، الذين حضروا من مختلف قارات العالم من أجل الالتحاق بالدفعة الخامسة من منحة ناصر للقيادة الدولية، والتي تأتي هذه المرة تحت عنوان (مصر والأمم المتحدة: 80 عامًا من تمثيل قضايا الجنوب العالمي).

وفي مستهل كلمته، رحّب رئيس الوزراء بالشباب والفتيات الحضور، مشيرًا إلى أن هذا التنوع والاختلاف، يُسهم في تقريب وجهات النظر، ويساعد على مزيد من التقارب المشترك، وتعلم الكثير من مهارات القيادة، مضيفًا أن منحة ناصر للقيادة الدولية، هي منصة مهمة وفرصة جيدة لبناء علاقات وصداقات قوية، كما أنها فرصة مهمة أيضًا لإحلال المزيد من السلام في العالم، والذي يواجه الآن الكثير من التحديات، معربًا عن سعادته لاستقبال هؤلاء الشباب، في مقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة.

وتابع: جئتم من بلدان مختلفة للالتحاق بالدفعة الخامسة، من منحة ناصر للقيادة الدولية التي انطلقت منذ عام 2019م كأول منحة شبابية إفريقية، في ظل رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، ثم توسعت لتشمل قارات أسيا وأستراليا وأمريكا اللاتينية وأوروبا، وبالطبع القارة الإفريقية، وبالتالي يمكن وصفها بأنها أحد أشكال التعاون بين بلدان الجنوب، بدلًا من كونها منحة إفريقية.

وأوضح رئيس الوزراء، أنه على مدى السنوات الخمس الماضية، وصل عدد المشاركين في المنحة، إلى 600 مشارك من 90 دولة، وحوالي 34 مؤسسة وشراكة محلية وقارية ودولية، لهذا نحن نفخر لأننا استطعنا جذب هذا العدد الكبير من المشاركين، كما يسعدنا مشاركة هذا العدد الكبير من القادة الشباب، في الدفعة الخامسة من أكثر من 80 دولة حول العالم، برعاية الرئيس السيسي.

وشدد مدبولي، على أن مصر شاركت في تأسيس الأمم المتحدة عام 1945م، كما لعبت مذ ذاك الحين دورًا محوريًا في دعم قضايا دول الجنوب العالمي، كما تبنت رؤية تجمع بين التزامها بمبادئ العدالة الدولية، والسعي لتحقيق التنمية المستدامة لها، ولشعوب العالم النامي.

وتابع: لطالما أدركت مصر أهمية الأمم المتحدة كمنصة دولية للدفاع عن قضايا الدول النامية، مضيفًا أنه على الرغم من الإنجازات التي تحققت، لا تزال الدول النامية، تواجه تحديات كبيرة كالفقر وتغير المناخ وعدم المساواة اقتصاديًا.

وأشار إلى أنه يتعين تعزيز دور الأمم المتحدة في مواجهة هذه التحديات، من خلال إصلاح المؤسسات الدولية، لضمان تمثيلٍ أكثرَ عدالة لدول الجنوب في صنع القرار العالمي، إضافة إلى تعزيز آليات التمويل المستدام لدعم مشاريع التنمية في الدول النامية، وتمكين الشباب كقادة مستقبليين يحملون رؤية خاصة للنمو والتحديث.

وأكد رئيس الوزراء، أن مصر تؤمن بالتعاون متعدد الأطراف، وتعمل بشكل جاد مع الأمم المتحدة، لتنفيذ استراتيجياتها للتنمية المستدامة، كما تسعى الدولة المصرية، إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة من خلال منصات فعّالة تُعزز النمو والتنمية، وحقوق الإنسان، والأمن، وإحلال السلام العالمي والإقليمي.

وأضاف أن مصر، تواصل جهودها الرامية إلى تعزيز الشراكة بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، في مجالات حفظ السلم وبناء السلام، لاسيما مع مشاركة مصر الواسعة، في عمليات حفظه، واستضافتها لمركز الاتحاد الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية بعد انتهاء النزاعات، ومركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ السلام.

وسلّط رئيس الوزراء، الضوء على التحديات الكبيرة غير المسبوقة التي تواجهها المنطقة، وما سببته من تداعيات كثيرة على الاقتصاد المصري، قائلًا، يمكنكم متابعة ما يحدث في البحر الأحمر، وكيف أثر ذلك بشكل سلبي على حجم الحركة الملاحية في قناة السويس، وما تسبب به من خسارة ما يزيد على 70% من إيرادات القناة، وهذا بالطبع أثر بالسلب على حركة التجارة العالمية.

وتابع: إلى جانب ذلك، فإنكم تتابعون ما يحدث في غزة والسودان وليبيا وغيرها من البلدان، التي تواجه صعوبات كبيرة في الحفاظ على استقرارها، وفي هذا الصدد فإن مصر تلعب دورًا هامًا، من خلال جهود الوساطة من أجل وقف إطلاق النار في هذه البلدان، فهي بلدان مجاورة ولها تأثير مباشر على استقرار مصر.

ونوه مدبولي، إلى أنه نظرًا لتلك التحديات الإقليمية التي تشهدها المنطقة؛ فإن مصر تستضيف أكثر من 10 ملايين مهاجر ولاجئ، وهذا الرقم يتخطى عدد سكان دول بعينها، داعيًا الحضور إلى تصور كيف تحاول مصر، أن تمد يدها من أجل استضافة هذا العدد الكبير، وتقديم الخدمات الأساسية له، وكذا الاحتياجات الإنسانية، وهذا في جوهر ثقافة شعبها، فهم لا يترددون أبدًا في استضافة كل من يطلب العون منهم.

وأوضح رئيس الوزراء، أن مصر برغم تلك التحديات تعمل جاهدة لتحسين وضعها الاقتصادي، حيث تبنت الحكومة إجراءات جريئة من أجل إصلاح الاقتصاد، وتحسين مناخ الاستثمار، وتشجيع مشاركة القطاع الخاص بشكل أكبر، سواءً كانت استثمارات أجنبية أو محلية، كما تمكنت مصر من جذب الكثير من الاستثمارات الأجنبية المباشرة على مدار السنوات الأخيرة، حيث تحاول أن تعمل على جذب المزيد من تلك الاستثمارات في مختلف المجالات.

وفي هذا الصدد، دعا رئيس الوزراء الحضور إلى تخيل أن دولة يزداد عدد سكانها كل عام بمعدل مليوني شخص، بما يتطلب إيجاد نحو مليون وظيفة كل عام، وهذا ما يُمثل تحديًا لأي حكومة، تعمل على تأمين كل ذلك لمواطنيها، مشيرًا إلى أنه برغم كل ذلك، تمكنت مصر من تحقيق نتائج رائعة في مجال مكافحة البطالة.

وانخفض معدل البطالة، بنسبة كبيرة ليصل حاليًا إلى 6.5%، مقارنة بنسبة 13.5% عام 2014م، مع النظر إلى أن هذه الفترة، شهدت زيادة عدد السكان بمعدل 18 مليون نسمة، حيث كان على الحكومة، أن تتعامل مع عدد السكان المتنامي، لتحد في الوقت نفسه من معدل البطالة.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي خلال حديثه، أن مصر تمكنت من تحقيق هذه المعادلة، تحت قيادة السيسي، حيث تم وضع رؤية واضحة لمصر، وهي رؤية 2030م، و"تمكنَّا خلالها من تحسين بنيتنا التحتية بشكل كبير في قطاع الإسكان، والمراكز اللوجيسيتية، والخدمات الاقتصادية والاجتماعية.

واستطرد، “ندرك بالطبع أن الطريق أمامنا ما زال طويلًا، حيث أننا نحتاج إلى إنجاز المزيد من أجل مواطنينا، لكون التحديات كبيرة ومعقدة للغاية، في بلد يعاني من كل ما يحدث في دول الجوار والمنطقة المحيطة”، ملفتًا إلى أن الأوضاع، باتت أفضل بشكل كبير، فنحن نعمل جاهدين، لتحقيق مستهدفات واضحة من أجل صالح مواطنينا واقتصادنا.

وتابع: نحن نؤمن بأنه وسط حالة عدم الاستقرار التي تسود المنطقة، فإن هذه النوعية من التجمعات واللقاءات التي تجمع القادة المستقبليين المحتملين، ستكون بمثابة أساسٍ جيدٍ لمزيد من التفاعل الإيجابي فيما بينكم، فأنا أتحدث الآن أمام أشخاص من أسيا ومن أمريكا الجنوبية وحتي من أوروبا.

وأوضح أن، "بوجودكم هنا اليوم، ستفهمون بشكل أفضل طبيعة الأوضاع في هذه المنطقة وفي القارة السمراء، لذا فإنكم عندما تصبحون قادة مستقبليين لبلادكم، فإن ذلك سيعطيكم فكرة أفضل، وأكثر تفهمًا تجاه منطقتنا وتجاه العالم بأسره.

وأضاف مدبولي: هذا سيساعد في تطوير العلاقات الإنسانية بين مختلف القارات والبلدان، وأنتم بوصفكم القادة الشباب فأنتم تمثلون الأمل للبشرية، لذلك فإن هذا النوع من التجمعات في غاية الأهمية، وأنا شخصيًا كنت أحضر مثل هذه النوعية من المنصات واستفدت كثيراً.

وأكد أن ما حدث، أحدث نقلة نوعية وتطويرًا كبيرًا في طريقة التفكير والعقلية وجعله أكثر تكاملًا وتفاعلًا، حيث إنني أفكر بشكل أفضل في كيف سيتصرف الناس ويتفاعلون، لذلك فإن هذه اللقاءات مفيدة للغاية، من أجل تكوين روابط وعلاقات إنسانية بين الدول المختلفة، وكذا بين مختلف القادة المحتملين المستقبليين.

وقال: يسرني أن أستقبلكم هنا في مصر، وبما أنه قد تسنت لكم الفرصة للقدوم إلى هنا إلى العاصمة الإدارية الجديدة، فأعتقد أنكم قمتم بجولة في هذه المدينة الجديدة، حيث أن هذا المكان كان منذ 8 سنوات مجرد صحراء جرداء.

وتابع، أما اليوم فإن ما رأيتموه هنا، لهو دليل واضح على أن المصريين كانوا وسيظلون دائمًا بناة عظماء، فمنذ بناء الأهرامات، ووصولًا إلى بناء العاصمة الإدارية الجديدة، فإن المصريين دائمًا كانوا مهتمين بالتنمية والعمران، ولم يفكروا أبدًا في التدمير أو الحروب أو القتال، وكل ذلك موجود في قلب شخصية المصريين، فنحن دائمًا كمصريين نحب السلام ونبحث عن التعمير، ونكره الحروب والصراعات.

واختتم الدكتور مصطفى مدبولي حديثه قائلًا، مرةً أخرى أرحب بكم وأتمني أن تتمتعوا بإقامتكم هنا في مصر، كما أتمنى من وزير الشباب والرياضة، توفير إقامة مريحة لكم ولوجستيات مُناسبة، لكي تطلعوا بشكل أفضل على التقدم الذي يتم تحقيقه هنا في مصر.

Short Url

search