معادن الصين النادرة، بين الهيمنة التجارية وحرب الرسوم الجمركية

الجمعة، 09 مايو 2025 02:51 م

المعادن النادرة

محمد كمال

أعلنت الصين عن حملة على تهريب المعادن الأساسية، وذلك قبل يوم واحد فقط من محادثات التجارة مع الولايات المتحدة، والتي قد تطرح فيها قيود على المعادن النادرة.

عقدت السلطات الصينية - بما في ذلك وزارات التجارة والأمن العام وأمن الدولة والجمارك - اجتماعًا في مدينة شنتشن الساحلية الجنوبية يوم الجمعة، ووفقًا لبيان رسمي، تعهدت الوكالات بتعزيز تطبيق ضوابط التصدير على الموارد المعدنية الاستراتيجية.

وقال مسؤولون في الاجتماع إنه منذ أن طبقت الصين ضوابط التصدير على المعادن الأساسية مثل الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون والتنغستن والمعادن الأرضية النادرة المتوسطة والثقيلة، تواطأت بعض الكيانات الخارجية مع جهات محلية، وحدثت باستمرار أساليب التهريب الخاصة بها في محاولة للتهرب من تطبيقها، ولم يُحددوا الدول المتورطة.

هيمنة الصين على المعادن النادرة

الصين تلعب بورقة المعادن النادرة في حربها التجارية ضد الولايات المتحدة

وتهيمن الصين حاليًا على الإمدادات العالمية للعديد من المعادن الأساسية، وتتمتع باحتكار شبه كامل لصناعة المعادن النادرة، حيث تُعد أكبر مُعدن ومُكرّر ومُنتج عالميًا لمغناطيسات المعادن النادرة، وهي مكونات أساسية في مجموعة من التقنيات العسكرية والمدنية، بما في ذلك المركبات الكهربائية.

وقد شددت بكين ضوابطها على تصدير المعادن الأساسية والتقنيات ذات الصلة في السنوات الأخيرة، واستخدمت هذه الإجراءات ردًا على القيود التجارية الأمريكية.

هل يمكن للصين استخدام المعادن الأرضية النادرة في الحرب التجارية؟

في ديسمبر، وفي أعقاب تحرك إدارة بايدن لتقييد وصول الصين إلى رقائق الذاكرة المتقدمة والحيوية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ردت بكين بحظر تصدير الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون والعديد من المواد فائقة الصلابة الأخرى إلى الولايات المتحدة، كما فرضت مراجعات أكثر صرامة على صادرات الجرافيت.

وردًا على تعريفات "يوم التحرير" التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي ترامب في أبريل، فرضت بكين ضوابط تصدير جديدة على المعادن النادرة اللازمة لأنظمة الدفاع المتقدمة مثل منصات الدفاع الصاروخي والغواصات الهجومية وطائرات إف-35.

في حين اتخذت الحكومة الأمريكية خطوات لتقليل الاعتماد على الصين، بما في ذلك بناء منشآت جديدة لمعالجة المعادن الأرضية النادرة وتصنيع المغناطيس، إلا أن التقدم كان بطيئًا.

ولا تزال الولايات المتحدة تعتمد اعتمادًا كبيرًا على المعادن الأرضية النادرة الصينية، ويتجلى هذا الاعتماد بوضوح في سعي إدارة ترامب الدؤوب لزيادة فرص الحصول على المعادن الأساسية، بما في ذلك النيكل والليثيوم والكوبالت والجرافيت، في دول مثل أوكرانيا وغرينلاند.

استغلال بكين للمعادن رداً على ترامب

ويتوقع المحللون أن تستغل بكين هيمنتها وسيطرتها على صادرات المعادن الأساسية، وخاصة المعادن الأرضية النادرة، كورقة مساومة في مفاوضات التجارة مع الولايات المتحدة.

مع اجتماع كبار المسؤولين من أكبر اقتصادين في العالم في سويسرا نهاية هذا الأسبوع، تتجه الأنظار نحو إمكانية توصل الجانبين إلى اتفاق بشأن تدابير تخفيف عبء المعادن الأرضية النادرة على الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تخفيضات محتملة للرسوم الجمركية.

Short Url

أخبار متعلقة