زيت النخيل المستدام، فرصة مصر الذهبية لتأمين الغذاء وحماية البيئة
الخميس، 08 مايو 2025 05:05 م

زيت النخيل
مع استيراد مصر لما يصل إلى 98% من احتياجاتها من الزيوت الغذائية، تشير دراسة صادرة عن جامعة أكسفورد إلى أن التحول من استخدام زيت النخيل المستدام إلى بدائل مثل زيت فول الصويا أو زيت عباد الشمس قد يفاقم الضغوط البيئية عالميًا ويساهم في ارتفاع تكاليف إنتاج الغذاء.

أكثر محاصيل الزيوت النباتية كفاءةً في استخدام الأراضي عالميًا
في كتابها الجديد "ليست نهاية العالم"، توضح العالمة البارزة في مجال البيانات، هانا ريتشي، أن زيت النخيل هو أكثر محاصيل الزيوت النباتية كفاءةً في استخدام الأراضي عالميًا؛ إذ يعطي إنتاجًا يصل إلى 2.8 طن من الزيت لكل هكتار مقارنةً بـ 0.3 طن لزيت الزيتون. وهذا يعني أن استبدال زيت النخيل بغيره من الزيوت يتطلب استخدام مساحة من الأراضي تتراوح بين خمسة وعشرة أضعاف، وهو ما سيؤدي بدوره إلى تفاقم الضغط على الغابات حول العالم. وفي السياق ذاته، تؤكد نتائج دراسات علمية2 أن التحول نحو استخدام زيوت بديلة قد يتسبب في إزالة ما يقارب 148 مليون هكتار إضافي من الغابات، فضلًا عن احتمال ارتفاع أسعار الغذاء عالميًا.
الزيوت الغذائية المستوردة
تتزايد حدة هذه القضية في مصر نظرًا لاعتمادها على الزيوت الغذائية المستوردة، فحقيقة أن الإنتاج المحلي يلبي 2% فقط من احتياجاتها المحلية، يصبح تأمين إمدادات مستدامة بأسعار مقبولة ضرورة قصوى لتحقيق الأمن الغذائي القومي. ويستحوذ زيت النخيل حاليًا على حصة قدرها 67% من سوق زيوت الطعام في مصر؛ إذ بلغت قيمته حوالي 1.3 مليار دولار أمريكي في عام 2023.

واردات مصر من زيت النخيل
والجدير بالذكر أن ماليزيا، التي ساهمت بنحو 27% من واردات مصر من زيت النخيل في عام 2023، قد تصدرت دول العالم في إنتاج زيت النخيل المستدام. وبفضل مبادرات رائدة مثل "برنامج شهادات زيت النخيل الماليزي المستدام" (MSPO)، يجري حاليًا اعتماد أكثر من 96% من إنتاج زيت النخيل الماليزي على أنه زيت مستدام.
لزيت النخيل المستدام تأثير بالغ الأهمية؛ فمن خلال الإدارة المسؤولة للأراضي، وحماية التنوع البيولوجي، والحد من إزالة الغابات بشكل غير قانوني، يساهم الإنتاج المستدام المعتمد في الحفاظ على الغابات العالمية، مع ضمان إنتاجية عالية للمحاصيل الأساسية التي تسهم في تعزيز الأمن الغذائي. كما تساهم الممارسات المستدامة في تحسين شفافية سلاسل الإمداد، مما يعزز ثقة المستهلكين في ظل تزايد القلق حول سلامة الغذاء والاعتبارات البيئية الأخلاقية.
وعلى خلاف التصورات الخاطئة، يثبت بحث العالمة ريتشي أن زيت النخيل لم يعد السبب الرئيسي لإزالة الغابات كما كان يُعتقد سابقًا. واليوم، يُعزى أكثر من 40% من خسائر الغابات العالمية إلى إنتاج لحوم البقر، بينما تراجعت مساهمة زيت النخيل بشكل مستمر بفضل الممارسات المستدامة الأكثر قوةً وتأثيرًا.
_1758_050249.jpg)
وفي إطار جهود مصر لتحقيق أهداف رؤيتها 2030 للتنمية الاقتصادية المستدامة، فإن تعزيز الشراكات الفعالة في مجال زيت النخيل المستدام يمثل فرصةً قوية لتأمين الإمدادات الغذائية، ودعم حماية البيئة، وتوفير التغذية بأسعار معقولة للأسر المصرية.
تتزايد هذه الحاجة الملحة مع تنامي احتياجات مصر الغذائية. ووفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، فمن المرجح أن يرتفع معدل استهلاك مصر من الزيوت النباتية بنحو 15% بحلول عام 2030، مدفوعًا بالنمو السكاني والتمدد العمراني. سيلعب زيت النخيل المستدام دورًا أساسيًا لتلبية الطلب المتزايد على الزيوت النباتية، دون التسبب في حدوث أضرار بيئية إضافية أو المساهمة في تفاقم التضخم الغذائي.
Short Url
مباحثات مصرية إندونيسية لبحث فرص الشراكة والاستثمار في قطاع الأعمال
08 مايو 2025 04:32 م
الذكاء الاصطناعي والطاقة والأمن السيبراني في صدارة جدول أعمال منتدى MENA بالقاهرة
08 مايو 2025 03:36 م
"أخطرهم الأسود"، اعرف الفرق بين ألوان الهيدروجين "مصدر الكهرباء"
08 مايو 2025 02:14 م


أكثر الكلمات انتشاراً