أول انتصار قضائي ضد برامج التجسس، «ميتا» تنتزع حكمًا بملايين الدولارات من شركة إسرائيلية
الأربعاء، 07 مايو 2025 01:07 م

ميتا
شهيرة أحمد
في تطور لافت في عالم الخصوصية الرقمية ومحاسبة شركات التجسس، حصلت شركة "ميتا بلاتفورمز"، المالكة لتطبيق واتساب، على حكم قضائي لصالحها بتعويض قدره 168 مليون دولار ضد شركة "إن.إس.أو NSO " الإسرائيلية، في ختام نزاع قانوني استمر منذ عام 2019، واعتبر علامة فارقة في جهود التصدي لاستخدام برامج التجسس غير المشروعة.
حكم نهائي يعيد الاعتبار للخصوصية
وقضت هيئة محلفين في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، يوم الثلاثاء، بأن شركة "إن.إس.أو" مسؤولة عن اختراق تطبيق واتساب بشكل غير قانوني، باستخدام برمجيات تجسس متطورة.
وتضمن الحكم تعويضًا عن الأضرار بقيمة 444,719 دولارًا، إضافة إلى تعويضات جزائية بلغت 167.3 مليون دولار، لصالح شركة ميتا، وفقًا لما ذكرته “رويترز”.

وكانت المحكمة قد أصدرت حكمًا مبدئيًا في ديسمبر الماضي، أدان الشركة الإسرائيلية باستخدامها لثغرات أمنية في تطبيق واتس اب بغرض زرع برمجيات تجسس على أجهزة المستخدمين دون علمهم.
خطوة مفصلية في معركة الأمن الرقمي
وصفت ميتا الحكم بأنه خطوة مهمة إلى الأمام، في مجال حماية الخصوصية، مشيرة إلى أنه أول انتصار قضائي من نوعه ضد شركة تطوير برامج تجسس غير قانونية.
وقالت الشركة في بيان أن يمثل هذا الحكم سابقة مهمة في مواجهة ممارسات تهدد خصوصية وأمن المستخدمين حول العالم.
من جانبها، قالت شركة "إن.إس.أو" إنها تدرس بعناية تفاصيل الحكم القضائي، مؤكدة نيتها اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، بما في ذلك إمكانية الاستئناف.
ولم تبدي الشركة أي ندم على نشاطها، بل تمسكت بموقفها التقليدي بأن برامجها مخصصة لتتبع الإرهابيين ومتحرشي الأطفال.

انتقادات حقوقية متواصلة.. واتهامات بالإفلات من العقاب
علّقت ناتاليا كرابيفا، المحامية البارزة في منظمة "أكسس ناو" لحقوق الإنسان، بالقول إن "إن.إس.أو" أصبحت رمزًا لانتهاكات قطاع المراقبة، وأحد أبرز الأمثلة على الإفلات من العقاب.
وأضافت كرابيفا، أن هذا الحكم يبعث برسالة قوية مفادها أن شركات برامج التجسس ستواجه عواقب إذا تصرفت بإهمال أو تجاوزت الحدود كما فعلت إن.إس.أو.
وجادلت شركة إن.إس.أو NSO الاسرائيلية، بأن برامجها تستخدم لتتبع الإرهابيين والمتحرشين بالأطفال، إلا أن الشركة متورطة في عمليات مراقبة متجاوزة في عدة دول حول العالم، مثل المكسيك، والسعودية وإسبانيا وبولندا والسلفادور .
برمجيات تجسس بميزانية ضخمة وعملاء مثيرون للجدل
استمعت المحكمة إلى شهادات حول فريق أبحاث "إن.إس.أو" المؤلف من 140 فردًا، وميزانيته التي بلغت 50 مليون دولار، والتي خُصص جزء كبير منها لاستغلال ثغرات الهواتف الذكية.
كما كشفت مداولات المحكمة عن أسماء بعض عملاء الشركة، من بينهم أوزبكستان، السعودية، والمكسيك. غير أن الكثير من التفاصيل حول أهداف الشركة وعملائها ما زالت مجهولة بسبب امتناع "إن.إس.أو" عن تسليم أدلة للمحكمة.

محاولات لطمس الأدلة
وكانت صحيفة "الجارديان" قد ذكرت في تقرير سابق أن مسؤولين إسرائيليين صادروا وثائق من مقر "إن.إس.أو"، في محاولة للحيلولة دون وصولها إلى المحاكم الأمريكية، في خطوة أثارت تساؤلات بشأن حماية الشركة من المساءلة القانونية الدولية.
معركة قانونية تمهد لتحول في تكنولوجيا المراقبة
يمثل هذا الحكم سابقة في مقاضاة شركات التجسس على أفعال عملائها، وسط تزايد المخاوف من الاستخدام المسيء لبرمجيات المراقبة في مختلف أنحاء العالم.
ويبدو أن هذه القضية قد تفتح الباب أمام المزيد من المحاسبة، وتضع معايير جديدة للتعامل مع هذه التكنولوجيا الحساسة.
Short Url
وزير الخزانة الأمريكي: سنبدأ مفاوضات مع الصين بشأن الرسوم يوم السبت المقبل
07 مايو 2025 10:11 م
«مستشار ألماني» يبدأ ولايته وسط تحديات إقليمية وعالمية معقدة
07 مايو 2025 06:55 م
«الصين وأوروبا» يدًا واحدة في مواجهة الضغوط الأمريكية
07 مايو 2025 06:42 م


أكثر الكلمات انتشاراً