الأحد، 04 مايو 2025

08:35 م

من «سيماف» إلى «نيرك»، صناعة القطارات في مصر نموذج التصنيع المحلي الناجح

الأحد، 04 مايو 2025 03:57 م

 صناعة القطارات في مصر

صناعة القطارات في مصر

نورا محمد طه

تشهد صناعة القطارات في مصر نهضة غير مسبوقة، مدفوعة برؤية استراتيجية واضحة تهدف إلى توطين   الصناعة، وتقليل الإعتماد على الاستيراد من الخارج، وتحويل البلاد إلى مركز إقليمي لصناعة الوحدات المتحركة.

 وفي ظل استثمارات ضخمة وشراكات دولية، تسعى الدولة لتعزيز بنية السكك الحديدية، التي تعد ثاني أقدم شبكة قطارات في العالم، وتلعب دورا محوريا في دعم الاقتصاد من خلال خلق فرص عمل وتصدير المنتجات للأسواق الإقليمية.

جذور تاريخية عريقة في مصر 

تعود بداية شبكة السكك الحديدية في مصر إلى عام 1834م، ما يجعلها من أوائل دول العالم في هذا المجال.

 وقد تطورت الشبكة لتصل إلى 9570 كيلومترًا، تخدم 23 محافظة وتنقل سنويًا نحو 500 مليون راكب في مختلف المحافظات.

وكان لمصنع "سيماف" الذي تأسس في حلوان عام 1955، دور ريادي في هذا القطاع، لذ بدأ بإنتاج عربات الركاب والبضائع، وتوسعت أنشطته في عام 1988 لتشمل عربات مترو الأنفاق.

خطوة نحو المستقبل

منذ عام 2020م، بدأت مصر خطوات فعلية لتوطين صناعة القطارات، انسجامًا مع توجهات القيادة السياسية لتعميق التصنيع المحلي وخفض فاتورة الواردات. 

وكانت أبرز هذه الخطوات إنشاء الشركة الوطنية المصرية لصناعات السكك الحديدية (نيرك) عام 2021، بالتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص، بهدف تصنيع جميع أنواع القطارات محليًا.

وقد شهد مصنع سيماف طفرة إنتاجية، حيث بات قادرًا على تصنيع 1000 عربة سنويًا، منها 10 قطارات مترو بأنفاق بنسبة مكون محلي تصل إلى 80%. كما عقد المصنع اتفاقيات مع شركة "أفيك" الصينية لتجميع قطارات "LRT" الخفيفة في مصر.

استثمارات عالمية لدعم الصناعة المحلية

مدينة ألستوم الصناعية

 في مارس 2025، بدأ تنفيذ مجمع صناعي ضخم في الإسكندرية على مساحة 40 فدانًا بالتعاون مع شركة ألستوم الفرنسية، ويضم مصنعين لإنتاج قطارات المترو والقطارات السريعة، بالإضافة إلى مكونات السكك الحديدية.

مصنع كولواي الإسباني

 افتتحت شركة كولواي أول مصانعها في قارة أفريقيا بموقع كوم أبو راضي بمحافظة بني سويف، لإنتاج المكونات الداخلية للقطارات، مما يعزز من نسبة التصنيع المحلي.

شراكة مع شركة تالجو الإسبانية

 تم توقيع عقود لتصنيع 7 قطارات نوم فاخرة و500 عربة ركاب متنوعة، إلى جانب خطط لإنشاء مصنع في كوم أبو راضي لإنتاج 1000 عربة باستخدام تكنولوجيا تالجو.


الأثر الأقتصادي 

تسهم صناعة القطارات في دعم الاقتصاد المصري من خلال توفير العملة الصعبة، وخلق آلاف من فرص العمل، فضلًا عن فتح افاق التصدير للأسواق الإقليمية. 

ويستهدف مشروع "نيرك" إنتاج أكثر من 1000 وحدة متحركة خلال السنوات العشر القادمة، بما يعزز الاكتفاء المحلي ويزيد القدرة التنافسية في الخارج.

و تمثل هذه الصناعة نموذجا ناجحا للتحول الصناعي في مصر، حيث تلتقي التكنولوجيا العالمية مع الخبرات المحلية. 

ومع استمرار تدفق الاستثمارات وتوسع الطاقة الإنتاجية، تمضي مصر بثبات نحو أن تصبح مركزًا إقليميًا لصناعة القطارات، بما ينعكس على تحسين جودة النقل ودفع عجلة التنمية الاقتصادية.

Short Url

search