الأحد، 04 مايو 2025

05:17 ص

"الخليج يبني مستقبله"، رقعة شطرنج أدنوك وأرامكو تتوسع بإفريقيا

السبت، 03 مايو 2025 04:34 م

أسواق الطاقة

أسواق الطاقة

تحليل/ ميرنا البكري

في الوقت الذي يواجه العالم به تقلبات في أسواق الطاقة وأسعار النفط بين الصعود والهبوط، بدأت دول الخليج وعلى رأسهم الإمارات والسعودية، إثبات مكانتهم في إفريقيا، لكن هذه المرة ليس بالحديث، بل بصفقات مليارية واستحواذات ثقيلة على الأرض، من جنوب إفريقيا لأوغندا، ومن الغاز للمصافي، ويتضح من ذلك أن الاستثمار الخليجي في الطاقة داخل القارة السمراء، أصبح توجه استراتيجي وليس صدفة.

مصادر: أرامكو وأدنوك تبحثان الاستثمار بمشروعات أميركية للغاز المسال
شركة أدونوك وأرامكو السعودية

 

1. الإمارات تزاحم الكبار في جنوب إفريقيا

ووصلت أدنوك (ذراع البترول القوي لأبوظبي)، للنهائي في صفقة استحواذ على أصول "شل" في جنوب إفريقيا، بقيمة تقرب من مليار دولار، وهذا ليس مجرد استثمار، بل تمركز استراتيجي في دولة مهمة على خريطة الطاقة، فوجود الإمارات هناكن يعطيها قوة في التفاوض، والسيطرة على جزء من شبكة التوزيع الإقليمي.

 

2. الخليج ليس بترول فقط، بل أيضًا طاقة متجددة

وبدأ الخليج يفكر بذكاء، حيث أن الطاقة لم تعد نفطًا فقط، بل أيضًا شمسًا ورياحًا وكهرباء، فالإمارات على سبل المثال، زودت حجم تجارتها مع إفريقيا بنسبة 38% في عاميين فقط، ما يؤكد أنهم يروا القارة السمراء سوقًا مفتوحًا، ليس لتصدير المنتجات فقط، لكن أيضًا للاستثمار طويل المدى، خصوصًا في مشاريع الطاقة المتجددة.

 

3. صفقة أوغندا، مصفاة بـ4 مليار دولار من دبي

وعقدت شركة "ألفا إم بي إم" الإماراتية صفقة مهمة مع أوغندا، لبناء مصفاة بقدرة إنتاج 60 ألف برميل يوميًا، بحصة ملكية 60%، وهذا المشروع قد يغيّر شكل قطاع الطاقة الأوغندي، ويوفر عليهم الاستيراد ويوسّع شبكة التكرير داخليًا.

 

4. موزمبيق ومصر على الخريطة أيضًا

ودخلت شركة “إكس آر جي”، في شراكة ضخمة بـ1.4 مليار دولار في موزمبيق، كما استثمرت في مشاريع غاز مع "بي بي" في مصر، وهو ما أعلنته في أن الخليج لن يستهدف دولة واحدة، لكنه كذلك يوسع خريطة نفوذه من شمال القارة لجنوبها.

 

5. كينيا وأرامكو، البنزين بالدين

وتبنت كينيا حركة ذكية ومددت اتفاقية لشراء الوقود بالدفع الآجل من "أدنوك"، "أرامكو"، و"شركة بترول الإمارات"، وهو ما ساعدها لاستقرار عملتها، فهذه الصفقة ليست مفيدة لكينيا فقط، لكنها أيضًا تفتح أسواقًا جديدة للشركات الخليجية، وتعطيهم نفوذًا ماليًا وسياسيًا في شرق إفريقيا.

 

توقعات، إفريقيا تظل الحديقة الخلفية للطاقة الخليجية؟

وإذا استمر على نفس السكة، فقد نواجه خلال الـ5 سنوات المقبلة الآتي:-

1.استحواذات خليجية أكبر في غرب ووسط إفريقيا.

2.مشاركة في بناء بنية تحتية للطاقة والتكرير داخل إفريقيا.

3.شراكات مع حكومات تبحث عن تمويل، ولا تريد صداعًا سياسيًا من الغرب.

4.دخول الخليج في مشاريع الهيدروجين الأخضر، في دول مثل المغرب وجنوب إفريقيا.

جريدة البلاد | مشاريع الطاقة المتجدّدة في دول الخليج توفّر 76 مليار دولار  بحلول 2030
مشاريع الطاقة المتجددة

ختامًا، الخليج فهم لعبة معادلة الاستثمار، فإفريقيا لديها موارد، والخليج لديه أموال وخبرة، وهذا الروابط ليست لتزويد دخل الطرفين فقط، بل أيضًا سبب لتوازنٍ اقتصاديٍ وسياسيٍ بعيد عن نفوذ أوروبا وأمريكا، فما الأهم؟! إن هذا قد يكون بابًا كبيرًا لإفريقيا تحقق من خلاله تنمية حقيقية، وليس لبيع مواردها الخام فقط.

Short Url

search