الأحد، 04 مايو 2025

02:24 ص

البنوك البريطانية تمول "قنابل كربونية" بـ100 مليار دولار.. تقرير يكشف

السبت، 03 مايو 2025 01:09 م

 قنابل كربونية - صورة أرشيفية

قنابل كربونية - صورة أرشيفية

شهيرة أحمد

في الوقت الذي تروج فيه المملكة المتحدة لخططها المناخية الطموحة، كشفت دراسة جديدة تناقض حاد بين هذه الوعود والممارسات المالية لعدد من أكبر بنوكها، التي ضخت استثمارات ضخمة في مشاريع وقود أحفوري يُحتمل أن تكون كارثة بيئية.

تمويل يتجاوز 100 مليار دولار

أظهر تقرير حديث صادر عن مركز أبحاث متخصص في المناخ، أن 9 بنوك بريطانية كبرى، بينها “إتش إس بي سي”، و”نات ويست”، و”باركليز”، و”لويدز”، موّلت منذ عام 2016 مشاريع وقود أحفوري وصفت بـ"القنابل الكربونية" بأكثر من 100 مليار دولار (75 مليار جنيه إسترليني).

تشير هذه المشروعات إلى عمليات ضخمة لإنتاج النفط والغاز والفحم، يُمكن أن تدفع المناخ العالمي نحو تجاوز حدود درجات الحرارة القصوى المتفق عليها دوليًا، وفقًا لما ذكرته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.

قنابل كربونية تُهدد كوكب الأرض

تضمنت الدراسة تحديد 117 مشروعًا ضخمًا، تم تمويلها عبر شركات مدعومة من البنوك البريطانية، موزعة على 28 دولة.

ووفقًا للدراسة، أن هذه المشروعات إذا نفذت، سوف تنتج نحو 420 مليار طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ما يعادل الانبعاثات العالمية لأكثر من عشر سنوات.

مركز مالي لتمويل الأزمة

رغم أن بريطانيا ليست من كبار منتجي الوقود الأحفوري، إلا أنها تُعد مركزًا عالميًا رئيسيًا لتمويل شركات الطاقة التقليدية،  في مثل هذه المشاريع، حيث أنها داعمة للشركات المشاركة في أكثر من ربع المشاريع الكربونية الضخمة عالميًا.

وفي هذا السياق، أشارت لوسي بينسون، مديرة حملة “استعادة التمويل”، إلى أن لندن أصبحت بمثابة معقل أوروبا لتمويل توسع الوقود الأحفوري وهو ما يهدم الجهود المناخية العالمية.

وأضافت مديرة الحملة، أنه مع تصاعد التوترات الدولية، بات على هذه البنوك أن تحسم موقفها وتختار العالم الذي تسعى للمساهمة في تشكيله، متسائلة هل هو عالم على نهج ترامب، يعتمد على الوقود الأحفوري ويُثري أصحاب النفوذ على حساب الشعوب، أم عالم يقوده القادة الاقتصاديون والسياسيون نحو تحول بيئي حقيقي يعيد توازن المناخ ويحمي مستقبل البشرية؟.

انتقادات وتحذيرات

ومن جانبها، وصفت فاطمة عصام الدين، المحللة في مبادرة “اتركها في الأرض”، في تصريحات صحفية، التمويل بأنه "تناقض صارخ مع الخطط المناخية البريطانية"، مشيرة إلى أن القيادة المناخية الحقيقية تقتضي وقف أي تمويل لمشاريع تزيد من تفاقم أزمة المناخ.

أبرز البنوك الداعمة للمشاريع

وتصدر بنك HSBC قائمة البنوك البريطانية الأكثر دعمًا للمشروعات الكربونية، بتمويل 104 مشروعًا، ومن المتوقع أن تنتج انبعاثات تقدر بنحو 392 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون. 

وجاء بعده بنك ستاندرد تشارترد الذي دعم 75 مشروعًا، يليه بنك باركليز بتمويل 62 مشروعًا، كما ساهم بنك لويدز في تمويل 26 مشروعًا، بينما كان بنك نات ويست الأقل مشاركة، حيث دعم 20 مشروعًا فقط.

ردود البنوك

ودافع بنك "باركليز" عن ممارساته، موضحًا إن تمويله يهدف إلى دعم أمن الطاقة والتحول نحو اقتصاد منخفض الكربون"، فيما أشار "نات ويست" إلى أن قروضه لقطاع النفط والغاز "تمثل أقل من 0.7% من أنشطته"، 

وأكد البنك أنه ضخ 93 مليار جنيه في مشاريع المناخ منذ عام 2021.

اعتمدت الدراسة الحديثة على قائمة "مشروعات القنابل الكربونية" الواردة في البحث الأصلي الصادر عام 2022، ثم حددت الشركات التي تقف وراء تنفيذ هذه المشروعات، وتتبعت مصادر تمويلها، خاصة من قبل البنوك.

ووفقًا لصحيفة "ذا جارديان" ان البنوك التي تم ذكرها، اعترضت على المنهجية المتبعة في الدراسة، مشككة في مدى عدالتها، حيث اعتبرت أنه ليس من المنصف تحميل البنك مسؤولية الانبعاثات الكاملة لمشروع ملوث، لمجرد تقديمه تمويلًا عامًّا للشركة المالكة وليس للمشروع نفسه.

من جانبهم، أوضح الباحثون أن البنوك غالبًا ما تقدم التمويل بشكل عام إلى الشركات، وليس لمشروعات محددة، إلا أن هذا الدعم المالي يعد حاسمًا في تمكين تلك الشركات من تنفيذ مشروعاتها التي تسهم في تفاقم أزمة المناخ.

وخلصت الدراسة إلى دعوة واضحة للبنوك البريطانية لاختيار الطريق الذي تسلكه، إما عالم تحكمه مصالح الأقوياء عبر الوقود الأحفوري، أو عالم يقوده التحول الأخضر، حيث تضع المؤسسات المالية المناخ والاستدامة على رأس أولوياتها.

Short Url

search