0.4% نمو مفاجئ في اليورو، هل هو انتعاش حقيقي أم هروب مؤقت من الرسوم؟

منذ أن بدء ترامب حكمه في الولاية الثانية للولايات المتحدة الامريكية وقد أثار جدلاً كبيراً بشأن الرسوم الجمركية، مما دفع الرئيس الأمريكي لأن يكون محور حديث العالم، وقد كان بشكلاً عام غير مهتم حتى بالحلفاء وهو ما بات واضحاً بشكل عام في العلاقات الامريكية الأوروبية. 

ومؤخراً، حاولت منطقة اليورو تجاوز عقبة التعريفات الجمركية التي أقرها ترامب، وقد تجاوز اقتصاد منطقة اليورو التوقعات في بداية العام، ويعود ذلك جزئيًا إلى إقبال المصدرين على طلبياتهم قبل فرض الرسوم الجمركية الأمريكية.

تعافي أوروبي من الرسوم الجمركية 

وأفاد مكتب الإحصاء الأوروبي "يوروستات" الأربعاء أن الناتج المحلي الإجمالي، وهو قيمة السلع والخدمات التي ينتجها الاقتصاد، نما بنسبة 0.4% في الربع الأول، متجاوزًا توقعات المحللين البالغة 0.2%.

وقد شهد الناتج المحلي الإجمالي نموًا أسرع في منطقة اليورو منه في الاتحاد الأوروبي ككل، الذي سجل نموًا ربع سنويًا بنسبة 0.3%، ويُعد هذا أمرًا غير معتاد، لأن النمو على مستوى الاتحاد الأوروبي - مدعومًا باقتصادات أوروبا الشرقية التي تلحق بركب الغرب الأكثر تقدمًا - يميل عمومًا إلى التفوق على منطقة اليورو. 

إلا أن هذا لم يكن الحال هذا الربع، حيث شهدت السويد، غير العضوة في منطقة اليورو، ركودًا، وانكمش اقتصاد المجر بنسبة 0.2%.

إسبانيا أفضل أداء اقتصادي

حققت إسبانيا أفضل أداء اقتصادي رئيسي في منطقة اليورو بفارق كبير، حيث بلغ نموها 0.6%. وسجلت إيطاليا 0.3%، بينما واصلت ألمانيا وفرنسا، أكبر اقتصادين في المنطقة، التأخر، مسجلتين 0.2% و0.1% على التوالي.

وتغطي البيانات الفترة حتى 31 مارس، وبالتالي فهي تسبق الآثار المباشرة لحزمة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 2 أبريل. وكان هذا الإعلان بمثابة شرارة حرب تجارية هزت الأسواق المالية وأثارت مخاوف من ركود محتمل.

كان المحللون يتوقعون أن تتلقى الاقتصادات ذات التجارة الكثيفة دفعة قصيرة الأجل هذا الربع من زيادة المصدرين لشحناتهم قبل فرض الرسوم الجمركية، والتي كانت جزءًا رئيسيًا من حملة ترامب الانتخابية العام الماضي، لكنهم يتوقعون أن يتلاشى هذا التأثير بسرعة.